في رقعة جغرافية صغيرة بريف دمشق الغربي، شنّت قوات النظام هجوماً هو الأعنف على بلدتي الهامة وقدسيا، أسفر عن استشهاد عنصر من الثوار، وإصابة ثلاثة آخرون، بالإضافة للدمار الواسع الذي خلّفه القصف في الأبنية السكنية والمرافق العامة.
يقول "هارون الأسود" أحد أعضاء المكتب الإعلامي في بلدة الهامة، ومدير المكتب الإعلامي في لواء شهداء العاصمة لشبكة دراية: "إن منذ عدة أيام بدأت قوات النظام بحملة وحشية على بلدة الهامة وجارتها قدسيا، حيث بدأ القصف التمهيدي على منطقة الخياطين في بلدة قدسيا وكانت هجمة شرسة إثر محاولة تسلل قوات النظام من الفرقة 14 ومن ضاحية قدسيا، لكن تمكن الثوار من التصدي لهم وتم تكبيد قوات النظام خسائر فادحة في أرواحهم وعتادهم".
وأضاف الأسود، في اليوم التالي ساد البلدتين هدوء تام، لكن في اليوم الثالث حاولت قوات النظام الهجوم من محور الشامية لكن الثوار تمكنوا من التصدي لقوات النظام، ولم يتمكن الأخير من التقدم خطوة واحدة، وفي اليوم الرابع بدأت قوات النظام بحملة شنيعة على منطقة العيون ومحور الجادات في بلدة الهامة، وسط قصف عنيف بقذائف الدبابات وعربات الشيلكا، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام.
كما أن أغلب الشوارع أو "كافة" الشوارع في بلدتي الهامة وقدسيا معرضة للقنص وللقصف المدفعي من قبل قوات النظام، وأثناء صد هجوم لقوات النظام على محاور البلدتين استشهد عنصر من الثوار وأصيب آخرون .
في غضون ذلك قدمت قوات النظام مطالب لإيقاف الحملات العسكرية الشرسة على البلدتين وفك الحصار وفتح الطرقات أمام المدنيين.
البنود هي:
1-تسليم كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة الموجودة في البلدة.
2-تأمين خروج من لا يريد تسوية وضعه خارج البلدة "بالسلاح الفردي-بدون سلاح".
3-تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين بعد تسليم سلاحه.
4-تسوية أوضاع غير المسلح وعليه إشكال ما لدى الأجهزة المعنية.
5-تسوية أوضاع المنشقين والفارين الراغبين بالعودة إلى خدمة الجيش دون أي عقوبات إدارية.
6-يعطى المتخلفون عن الإلتحاق بالخدمة الإلزامية مدة ستة أشهر لتسوية أوضاعهم لدى شعب التجنيد "إما بوثائق دراسية أو تأجيل بداعي السفر أو الإلتحاق بالخدمة دون أي عقوبات إدارية.
7-تشكل لجان حماية أهلية من شباب البلدة من غير المسلحين يتولون مهمة الحفاظ على البلدة والمناوبة على حواجز البلدة ومعالجة الخروقات أو التجاوزات الفردية والخلافات والإشكالات التي تنشأ في البلدة، وذلك تحت قيادة وإدارة الجيش حصراً، ويقترح أن تكون الحواجز مشتركة وتحت إشراف مباشر من الجيش.
8-تدخل أجهز الدولة أو الجيش للتفتيش أو المراقبة أو التنفيذ أو لأي سبب أمني أو إداري بوجود لجنة المصالحة ومعرفتها في أي وقت تراه مناسباً.
9-تضمن الدولة ضماناً أكيداً وكاملاً عدم وجود تعدي أو تجاوز أو أي نوع من أنواع الإيذاء والتسلط والإشكال الفردي والجماعي من قبل الجوار "النازحين، جبل الورد، أو أي جهة أخرى"، على البلدة وأهلها وعقاراتها ومحلاتها وسائر ما فيها، ومحاسبة كل من يقوض أو يعرض هذه المصالحة للفشل وهدم المصداقية بالدولة ومؤسساتها.
10-تباشر قوى الأمن الداخلي "الشرطة وشرطة السير والمخفر" أعمالها ومهامها عندما ترى ذلك مناسباً.
11-تضمن الدولة عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة ودخول المواد الغذائية والإغاثية وسائر ما تحتاجه البلدة من خدمات.
12-تكون قيادة الحرس الجمهوري هي الجهة المعنية في إدارة وتنفيذ هذه المبادرة وضمان تنفيذها من الجهات والمؤسسات الأخرى المعنية، وتكون علاقة لجنة المصالحة والأهالي معها حصراً.
13-يتم تنفيذ هذه المبادرة بإشراف ومتابعة مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني.
فيما أفاد "هارون الأسود" أحد أعضاء المكتب الإعلامي في بلدة الهامة، ومدير المكتب الإعلامي في لواء شهداء العاصمة، أن القصف تركز على محيط بلدة الهامة ومحيطها، أما في قدسيا فقد تركز القصف على محوري الجادات والخياطين والشوارع الرئيسية في البلدة، وأشار الأسود أن القصف كان بالدبابات وبصاروخ فيل من جبل الخنزير المطل على بلدة الهامة، وبقذائف الهاون من قبل القوات الخاصة في الدريج، وبقذائف الدبابات من مؤسسة معامل الدفاع، ومن منطقة الجادات قصفت قوات النظام بمدافع الـ 23، كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في وحدة المياه وضاحية قدسيا وسط بلدتي الهامة وقدسيا، في حين استهدفت قوات النظام بقذائف الدبابات من أماكن تمركزها بالفرقة 14 محيط البلدتين آنفتي الذكر.
فيما عدد سكان الهامة قبل الحصار 50 ألف نسمة، وسكان بلدة قدسيا نصف مليون نسمة، ونسبة النازحين في الوقت الحالي هو نصف عدد سكان البلدتين.
فيما يقول "صالح الشامي" وهو أحد أعضاء المجلس المحلي في بلدة الهامة لشبكة دراية: "إن النظام طرح شروط لإتفاق هدنة بالمنطقة، وبدء بقصف عدة مناطق بالهامة وقدسيا لإجبار الثوار على شروطه، ورغم موافقة الثوار وباقي الفاعليات المدنية على أغلب الشروط، وذلك حقناً ل
دماء المدنيين وتجنيب المنطقة الدمار وتم إبلاغ الضابط المسؤول بذلك، إلا أنه لا يزال يستهدف بعض المناطق بالقذائف والرشاشات، ولا تزال لجنة الأهالي المكلفة بالتواصل مع النظام تسعى جاهدة لتهدئة الأمور وسط تعنت النظام".
الجدير بالذكر أن قوات النظام أطبقت حصاراً خانقاً على بلدتي الهامة وقدسيا في تاريخ 21/7/2015، ومنعت دخول وخروج المدنيين، في ظل ظروف معيشية صعبة جداً يعيشها الأهالي في البلدتين.
تقرير: مرح الشامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق