شهدت أحياء دمشق الشرقية وعلى مدار ثمانون يوماً من المعارك العنيفة توتراً كبيراً في العاصمة دمشق، لكن النظام استطاع ومن خلال اتباعه لسياسة الأرض المحروقة التقدم وفرض نفوذه على مناطق واسعة من جهة بساتين برزة ومن جهة حرستا الغربية المتاخمة لضاحية الأسد، حيث استخدم ضمن معاركه شتى أنواع الأسلحة من المدفعية الثقيلة وصواريخ الأرض أرض والطيران الحربي والخراطيم المتفجرة عبر كاسحة أرضية شبيهة بعربة ال BMB كانت هي الأداة الرئيسية لتقدم القوات البرية إلى مساحات شاسعة وتدمير أكبر قدر ممكن من الأبينة السكنية في وجه القوات المتعددة الجنسيات من حزب الله وقوات أجنبية وقوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري لا سيما ان حي القابون الدمشقي
حي تشرين أيضاً شهد تصعيداً عسكرياً على نفس الوتيرة في خضم المعارك على حي برزة، كان لثوار الغوطة الشرقية بصمة واضحة في مساندة ثوار القابون وبرزة وتشرين خلال الثمانين يوماً والذين كبدوا النظام خسائر فادحة في العتاد والأرواح رغم المعارك الدائرة على محاور عديدة في الغوطة الشرقية لكن كان نصب أعينهم أحياء دمشق الشرقية طوال ذلك الوقت، بعد كل هذه المعارك والخسائر التضحيات والاستنزاف اللوجيستي والطبي وفرض النظام السيطرة على أكثر من 40 % من المناطق، بات للحل والمفاوضات مقعداً واضحاً بين الطرفين للوصول إلى حل التهجير وخروج الثوار إلى الشمال السوري عبر اتفاقية مبرمة من قبل النظام والثوار على الشكل الآتي:
سيتم غداً الإثنين البدء بتنفيذ اتفاق يقضي بتهجير مقاتلي حي برزة الدمشقي شرقي العاصمة برفقة عائلاتهم إلى الشمال السوري نحو محافظة إدلب ومدينة جرابلس، كما و نص الاتفاق على ثمانية مراحل تبدأ المرحلة الأولى بخروج مايقارب 1500 شخصاً بين مدنيين وعسكريين إلى محافظة إدلب
ويليها سبعة مراحل ليصل عدد المهجرين الكلي نحو 8000 شخصاً يتوزعون على مدينة إدلب ومدينة جرابلس شمالي مدينة حلب
ويأتي هذا الإتفاق تزامناً مع معارك عنيفة قاربت على يومها ال80 في أطراف حي برزة من منطقة البساتين و حي القابون الدمشقي، حيث يعيش الحي حصاراً خانقاً منذ قرابة الشهرين وأكثر من قبل قوات النظام، ويعد مفصولاً كلياً عن بقية أحياء دمشق الشرقية .
تقرير : وسيم الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق