الاثنين، 31 يوليو 2017

محافظة إدلب وتعليمها مابين مؤسسات تربية النظام ومؤسسات تربية الائتلاف .



أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد في سورية ، للسنة السابعة على التوالي من عمر الثورة السورية وسط تزايد وتيرة العنف واستهداف النظام للتجمعات السكنية والمدارس في المناطق الخارجة عن سيطرته، إذ تعتبر محافظة إدلب ثاني مركز محافظة خرجت عن سيطرة النظام السوري بعد الرقة ، حيث يسيطر عليها ما يسمى الدولة الإسلامية .
وتمارس مديرية تربية محافظة إدلب التابعة للنظام عملها في محافظة حماة، والتي يرأسها محمود سحاري الذي اتهم المجموعات المسلحة في إدلب بمعرقلة مسيرة التعليم في المحافظة ، بعد ان كانت قد تحررت من نظام الجيش السوري في عام ٢٠١٤ . حيث خضعت المحافظة لسيطرة إحدى الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري ، وفق ما نشرته صحيفة تشرين الموالية للنظام في عام ٢٠١٥ ، حيث تم الإتفاق على مذكرة رُفِعت إلى وزارة التربية في دمشق، وقد تضمنت الصعوبات التي تعترض العملية التربوية في إدلب جراء ما وصفوه " وجود المجموعات الإرهابية المسلحة " .
ففي العديد من مناطق المحافظة تعرض عدد كبير من المدارس للتخريب نتيجة الأعمال الإرهابية والسلب من قبل ما قيل عنهم "العصابات الإرهابية المسلحة"، وسيطرتهم على بعض المدارس وتخوف المعلمين من تدخل الإرهابيين في فرض مواد التدريس او منع تدريس بعض المواد مثل الموسيقا والوطنية والرسم والرياضة .
في حين نفى أحد العاملين في المجال التربوي لدى الائتلاف ما قالته وكالات النظام عن قيام ما أسماه النظام المجموعات الإرهابية المسلحة بتدمير المدارس وسرقة أثاثها ومنع المعلمين من التدريس .
وقد أكد أن من قام بتدمير المدارس هو النظام السوري حيث كان يتخذ من المدارس نقطة عسكرية له وبعد خروجه من البلدات وخضوعها للفصائل المسلحة وقد قام بتدمير المدارس كما شهدنا كيف قام النظام بتدمير ثانوية ذي قار في مدينة كفرنبل التي تعتبر أقدم ثانوية في المدينة، بعدما خرجت كفرنبل عن سيطرته، وكانت الثانوية معسكراً لجنوده، وما إن تحررت المدينة حتى تم قصف الثانوية.

تربية النظام تتهم والائتلاف يرد على التهم


في الوقت الذي يتهم النظام ما وصفهم بالمسلحين أنهم قاموا بتخريب المدارس وأثروا على سير العملية التعليمية يؤكد أحد التربويين في مديرية التربية والمعارف في حكومة الائتلاف " أن هذه التهم واهية، وكاذبة" وتابع بقوله " كيف لنا أن ندمر مدارس يتعلم بها أولادنا وإخوتنا، النظام هو من دمر كل شيء ونحن وغيرنا من المديريات نوثّق بشكل دقيق كل انتهاكاته. وعن التحضير للعام الدراسي الجديد يقول: نحن في مديرية التربية والمعارف نحضر للعام الدراسي كوننا انطلقنا بالتعليم منذ سنوات في إدلب ولنا تجربة جيدة، لدينا مناهجنا الخاصة بنا في مناطق المعارضة، وهي لا تختلف من حيث المعلومات عن مناهج النظام إنما حذفنا بعض الترهات التي خدعنا بها النظام على مدى أعوام وعدلنا بعض الحقائق التي كانت مزيفة ،مثل قيام الرئيس السابق "حافظ الأسد " بالقيام بحركة تصحيحية وغيرها من حقاق خدعنا بها هذا النظام منذ أكثر من أربعين عاما .

ويذكر أن عدد الطلاب المتقدمين لتربية النظام من محافظة إدلب عدد قليل مقارنة مع عدد الطلاب الذين يتقدمون لتربية الائتلاف من محافظة إدلب وقد قدر عددهم بحوالي 20377 طالب وطالبة ومن محافظة حماة الذين خرجوا مع عائلاتهم أثناء تحرير مناطقهم حوالي 700 طالب وطالبة .

في حين تعهد الائتلاف على إعداد كوادر تدريسية وأجيال ناجحة وقادرة على بناء نظام تعليمي جديد في ظل هذه الظروف القاسية تفوق الأجيال التي يخرجها النظام بمناهج أغلب محتواها غير صحيح وبعيد كل البعد عن الصحة والواقع ، وخاصة المادة الوطنية التي تعتبر مادة لدعم هذا النظام وليست مادة تعليمية لتوعي الجيل وحثه على القومية من أجل الدفاع عن وطنه وفهم تاريخ أمته الصحيح.

تقرير : مرام السعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق