الأربعاء، 25 يناير 2017

المكرمية بريف حمص تطفو على بحر النسيان.

يمتد ريف حمص الشمالي الى الشمال من مدينة حمص ابتداء من اطراف المدينة بشكل مباشر وحتى مسافة تزيد عن 20 كم تقريبا وصولا الى مدخل مدينة حماه الجنوبي , ويضم ريف حمص الشمالي مدن وقرى وبلدات تشكل تجمعات سكانية يتجاوز عدد قاطنيها 200 الف نسمة , وتعد مدينتي الرستن وتلبيسة اكبر تلك التجمعات بالإضافة لعدد من القرى والبلدات وهي ( الدار الكبيرة – هبوب الريح – الحلموز – الغنطو – تيرمعلة –الفرحانيتين الغربية والشرقية –غرناطة – الزعفرانة –المكرمية –السعن – حوش حجو – عيون حسين – ديرفول –عسيلة –ابوهمامة –عزالدين – غاصبية النعيم ) , ويفصل ريف حمص الشمالي عن الريف الشمالي الغربي المتمثل بسهل الحولة مجموعة قرى هي ( كفرنان – تسنين- جبورين – قني العاصي )

قرية المكرمية :
   تقع قرية المكرمية في الريف الشمالي لمحافظة حمص  تبعد  شمال مدينة حمص 15 كم  وشمال  شرق مدينة  تلبيسة 5 كم وتتألف المدينة من تجمع عدد من المزارع ٲهمها (الهاشمية ولقح)  بالإضافة للتجمع الرئيسي للمدينة  تمتد هذه التجمعات على حوالي 40 كم2 ، يبلغ عدد سكان المدينة مع المزارع المحيطة بها حوالي ( 10000 )نسمة قبل اندلاع الثورة ،  وتشتهر المدينة بثروتها الزراعية كونها في سهل خصب تمتد فيه الحقول على مسافات شاسعة.
بداية الثورة في قرية المكرمية :
تعد قرية المكرمية من أول المدن المنتفضة على نظام الحكم في سوريا حيث خرجت اول مظاهرة فيها ضد النظام تضامننا مع أطفال درعا بتاريخ 25\3\2011 والتي شارك بها معظم شبان القرية وكان يخرج شباب القرية مع القرى المحيطة بها ويتجمعون في مدينة تلبيسة لتشكيل حشود كبيرة للمطالبة بٳسقاط النظام والحرية ولقطع الطريق العام بهدف شل حركة النظام كونها واقعة على طريق دولي دمشق – حلب.
وفي2011-5-27 اقتحم الجيش الهمجي مدينة تلبيسة مما ٲدى ٳلى نزوح عدد كبير من  العوائل ٳلى قرية المكرمية وبعد يومين من اقتحام مدينة تلبيسة اقتحم الجيش ٲيضا قرية المكرمية واعتقل شبانها وشيوخها مما  دفع أبنائها لحمل السلاح دفاعا عن مدينتهم وأهلها وبدأوا بتشكيل مجموعات صغيرة بالاشهر الأولى للثورة سرعان ما تطورت لتتحول الى كتائب.
وفي منتصف 2012 شهدت القرية موجة نزوح كبيرة ٳليها من  مناطق تلبيسة والرستن والغنطو ومن مدينة حمص التي تتعرض للقصف المستمر ليصل عدد سكانها ٳلى (18000) نسمة ومن ثم ٲصبحت القرية  تتعرض للقصف بالمدفيعة والطيران المتقطع بسبب التجمع الكبير للسكان مما ٲدى لسقوط العديد من الشهداء والجرحى.
ونتيجة للقصف المتقطع ولعدم القصف المستمر للقرية شهدت موجة بناء كبيرة هذا ماجعل النازحين يتوجهون ٳليها ، الٲمر الذي جعل القرية تتحول ٳلى حاضنة للمكاتب والمؤسسات الٳغاثية والتعليمية التي تقوم على خدمة سكان ريف حمص الشمالي.
الهدوء النسبي الذي عاشته القرية حولها إلى مركز تجاري هام يعتمد عليه سكان المناطق المحررة في الحصول على مستلزماتهم المتوفرة بكثرة بأسواق القرية التي نمت بشكل غير مسبوق حتى أصبحت تحوي على كل شيء من المواد الغذائية ومرورا بكل مستلزمات الحياة اليومية.
ولكن يوجد في القرية نسبة كبيرة من الفقر والجوع وارتفاع كبير  بمعدل البطالة .

قدمت قرية المكرمية العديد من الشهداء على مدار سنوات الثورة حيث وصل عدد الشهداء فيها الى 200 شهيد , فيما يبلغ عدد معتقلي القرية 175معتقل لا يزال الكثير منهم في سجون النظام حتى اليوم .

تقرير: بلال الزهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق