باتت مادة الخبز عملة نادرة داخل حصار " ريف حمص الشمالي " و هذا بعد أنقطاعها التام منذ ما يقارب الـ 30 يوماً ، وسط حاجة الأهالي المُلحة لها ، ما أسفر عن حدوث حالات من الجوع لدى الكثير من المدنيين بعد تجدد الأزمة التي لا تكاد تُغادر المناطق المحاصرة في ريف حمص لأيام قليلة ، إلا عادت من جديد ، في ظل سياسة التجويع التي نتهجها النظام ضد المحاصرين.
كارثة إنسانية مرتقبة على وشك الحدوث تُهدد منطقة الريف الشمالي لحمص و الذي يحوي على ما يقارب نصف مليون نسمة محاصرة من قبل أكبر قطع النظام العسكرية و خزاناته البشرية وسط سوريا.
في سياقٍ ذو صلة أعلن " المجلس المحلي " في بلدة " الغنطو " الواقعة على ضفاف نهر العاصي شمال حمص ، عجزه التام عن تأمين مادة الخبز الأساسية للمدنيين ، و ذلك ببيان قام " المجلس المحلي الثوري " في البلدة بنشره على موقع التواصل الاجتماعي ، موجهاً نداءات أستغاثة في محاولة لإيجاد حل لدعم المادة المفقودة.
و في مضمون البيان قد خص " المجلس المحلي " بالمناشدة المؤسسات و الجمعيات الإغاثية و الحكومة المؤقتة للتحرك و نزع فتيل الأزمة و تقديم الدعم للتغلب على الأزمة التي تتفاقم بشكل مستمر.
و قال الناشط الإعلامي " محمد أبو البراء " المقيم في بلدة الغنطو و عضو مكتبها الإعلامي خلال تصريحه الخاص لـ " شبكة دراية الإخبارية " ، " أن أهم أسباب فقدان " مادة الخبز " التي تجتاح معظم المدن و القرى و البلدات المحاصرة في شمال حمص و عجز الأهالي عن شراء ربطة الخبز ، وصول أسعار المادة لمستويات خيالة و عالية جداً تفوق قدرة الأهالي الشرائية " ، حيث ذكر أن سعر ربطة الخبز " 450 " ليرة ، علماً أن السعر غير مستقر و قابل للزيادة في ظل أستمرار الأزمة والنقص الحاد في البلدة.
و بيّن " أبو البراء " أن أزمة فقدان مادة الخبز ، هي أزمة خانقة تُنذر بكارثة إنسانية وستعاني منها كافة منطقة ريف حمص الشمالي ، المحاصر حصاراً مطبقاً من قبل قوات النظام و ميليشياته.
و نوه الناشط " أبو البراء " أن بلدة " الغنطو " زراعية بإمتياز ، لكن حرب النظام الشاملة التي شنها على البلدة جعلتها تخسر السواد الأعظم من أراضيها الزراعية بسبب وجودها بمناطق مكشوفة لقوات النظام ، الأمر الذي نتج عنه عدم زراعتها لسنوات طويلة ، ما زاد مع صعوبة الأزمة مع خسارة البلدة مجالها الأول وعدم توفر السيولة النقدية لدى الأهالي ، هذا وتتعرض البلدة لقصف مدفعي و صاروخي بشكل شبه يومي في ظل عدة حملات وحشية تقوم بها قوات النظام ضد المدنيين فيها ما أدى لسوء الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير.
تجدر الإشارة أن سياسة التجويع ضد المدنيين ليست حديثة العهد في مناطق شمال حمص ، حيث أن قوات النظام تقصف الأفران بشكل مباشر و ممنهج ، و هذا ما شهدته عدة مدن و بلدات في ريف حمص الشمالي مثل بلدة تير معلة و مدينتي " تلبيسة " و " الرستن ".
يأتي هذا مع مضي أكثر من 20 يوماً على قيام قوات النظام إغلاق المعبر الرئيسي للريف الشمالي لحمص ، أمام حركة المواد الغذائية و مادة الطحين و السلع الأساسية من مدينة حمص إلى مدن و بلدات الريف الشمالي المحاصر ، تزامناً مع أعتماد الأهالي على مادتي البرغل والأرز المتوفرة حالياً بنسبة قليلة ، و ذلك في ظل النقص الحاد بمادة الخبز.
تقرير : أبو القاسم الحمصي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق