إن التي تهز السرير بيمينها ... تهز العالم بيسارها
فمابالك بأم تحمل ابنها لتواريه تحت التراب .. وأم نذرت أولادها في سبيل الله وسبيل الوطن.. وأمهات لاتعرف مصير أبنائهن ...إنها الأم السورية..
أمهات الشهداء، أمهات الثورة والثوار، خنسوات سورية بذلنا الغالي والرخيص في سبيل الحرية ضد ظلم وطغيان الأسد منهن من فقدن أكثر من ولد من أولادها، و منهن من فقدت ثلاثة أو ستة ولعل أشهرهن خنساء دير الزور وخنساء إدلب وخنساء اعزاز.
بعد 6 سنوات من اندلاع الثورة السورية المباركة وسقوط آلالاف الشهداء من أبناء الشعب السوري الذي سقى تراب الوطن بدمائه الطاهرة بين دناءة العالم الأصم الذي غض بصره عن المجازر اليومية ساعين وراء مؤتمرات وتصريحات، واجتماعات لم تستطع أن ترجع دماء الشهداء ولا محاسبة المجرم لإيقاف شلال الدم.
تبقى المرأة هي الخاسر الأكبر في ظل الحرب لتعيش معاناة طالت كثيراً في ظل حاجتها لمعيل بعد فقدان أبنائهن أو أزواجهن قتلاًأو اعتقالاً أو تهجيراً.
ومنهن المئات من المعتقلات في سجون النظام يتعرضن للتعذيب والإعتداء. .
"أم يوسف " فقدت أبنائها الثلاثة استشهد اثنين منهم في يوم واحد أثناء التصدي لهجوم قوات النظام على منطقة الملاح شمال حلب واستشهد الثالث بعد عام في معارك ريف حلب الشمالي .
أما "أم محمد" وصلها خبر استشهاد ابنها محمد وذلك بعد نشر صور المعتقلين في سجون النظام لتحتسبه عند الله دون أن تتمكن من وداعه ولامعرفة قبره.
حال أمهات المعتقلين ليس بأفضل ممن تركها أبناؤها خوفاً وقسراً،
حين تسمع صوت أبنائها رغم ألمهم ببلاد الغربة وحنينهم للوطن أرحم بكثير من قلب أم فقدت فلذة كبدها في معتقلات النظام و لا تعلم أهو على قيد الحياة أم فراق لا أمل بعده باللقاء ...
وبالرغم من معاناة الأمهات السوريات الصابرات يبقين مصممات على متابعة الثورة حتى سقوط النظام فدماء أبنائهن لا يجب أن تذهب هدراً.
فتحية إجلال وإكبار لأقدس وأطهر إنسانة تحية لأمهات سوريا، لأمهات الثوار، والشهداء الصابرات فمن أرحامهن تولد الحرية.
تقرير :حلا الحلبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق