في مثل هذا اليوم منذ سنوات انطلقت ثورة تنادي بالحرية، تنادي بأبسط الحقوق التي كان يعاني منها شعب مضطهد، عانى على زمن الأسد الاب وكانت الوسائل الاعلامية ضعيفة اما اليوم وعلى زمن الاسد الابن بات كل شيء مكشوف للعالم، كل المجازر والقتل بات يتحدث به الاعلام، كل الاغتيالات وكل الاعتقالات والتعذيب بات معروفا.
فإلهام سيدة سورية عمرها 23 عام ترملت بعد ان قامت قوات النظام بقتل زوجها لانه كان خارجا من منزله باحثا عن عمل، استفزه احد الافراد على الحواجز ولم يستطع إلا ان يرد فقتلوه ورموا جثته في إحدى الحاويات لتبقى زوجته حوالي السنة تبحث عنه، لتعرف بالصدفة انه قتل ودفن منذ زمن.
أم أحمد أم سورية لأربعة شباب الاكبر بينهم عمره 33 سنة، كانت تداريهم من الهواء لكن مع انطلاقه الثورة هبوا كالاعاصير، قاتلوا النظام، خسروا منازلهم، فقدت الأول عام 2014 أما الثاني خسرته منذ شهر تقريباً، ومازالت تنبض وجعا منذ إن فقدت أول ابن لها، وهي الآن تربي 7 أحفاد أيتام..
سناء طالبة جامعية خرجت تنادي حرية، فكتم على انفاسها لتخرج من السجون بلا حنجرة بعد رحلة عذاب دامت سنتين، ذاقت فيها كل انواع العذاب الذي لا يمكن لبشر تصوره، أدمنت المخدرات رغما عنها، خرجت لتلاقي سخط مجتمع ذو عادات تذم الفتاة وتلعنها إن خالفت المسار قليلا.
ابراهيم شاب جامعي راح والده ضحية احداث 1982 وفي عام 2015 خرج من منزله ولم يعد، وهو يتيم الأب والأم، لذا كانت اخته من تتكفله برعايتها، خرج وإلى اليوم يسمعون أخبار أنه على قيد الحياة واخبار اخرى انه مات منذ سنين، ومازالت أخته تعيش على أمل عوده، آملة من الله ان يكون على قيد الحياة.
ابو جعفر كان شاباً في مقتبل العمر عندما حكم عليه بالسجن منذ عام 1983 وبقي في اقبية الوحشة والقمع حتى خرج عام 2008 بقرار عفو، خرج عقيما غير قادر على انجاب الاطفال بسبب الابر التي كانوا يغرزونها في جسده، يعيش هو وزوجته التي بقيت تنتظره سنين طويلة فاقدا القدرة على انجاب الاطفال، متمنيا الموت القريب بسبب الكوابيس الليليه التي لا تفارقه بعدما شاهده في تلك المعتقلات اللانسانية.
هذه مقتطفات من قصص حقيقية حدثت مع بشر مازالوا يقاومون الحياة، يعيشون على أرض سورية الجريحة، ومازالت الكثير والكثير من القصص المبكية تحدث كل يوم وكل ساعة مع سوري يتنفس على وجه هذه الأرض، فلكل سوري وبلا استثناء جرح ينزف أو وجع ما طاله من هذا النظام المجرم القمعي..
تقرير: ولاء عساف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق