الثلاثاء، 31 يناير 2017

إيران وقرارت مؤتمر أستانا

لعبت إيران دوراً كبيراً ساهم في فشل المفاوضات غير المباشرة بين المعارضة والنظام السوري، على الرغم من وجود بعض التقدم نحو إيجاد حلٍ للنزاع.

مؤخرا، انضمت طهران إلى روسيا وتركيا "لتعزيز" التهدئة، ولكن بقيت النوايا الحقيقية للنظام الشيعي ، جنبا إلى جنب مع النظام السوري، غامضة خلال جميع مراحل المفاوضات، التي عقدت في العاصمة الكازاخستانية، حيث يمكن القول أن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا هو رهين القرار الإيراني.

ولم يوقع النظام السوري ولا المعارضة السورية على البيان الختامي للمفاوضات، مما ينذر بعدم وجود أي "حل عسكري" لهذا الصراع


وتجدر الإشارة إلى أن البيان الختامي لهذا المؤتمر تطرق إلى إعلان قرار مجلس الأمن (2254) الذي يقر في حد ذاته مسألة مستقبل "الانتقال السياسي" في البلاد، الأمر الذي عارضته إيران  بشدة نظراً  لأنه يهدد استدامة النظام في سوريا.

وأكد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، أن كلا من موسكو وطهران وأنقرة أخذوا على عاتقهم مسؤولية ضمان عملية السلام في سوريا، مشيرا إلى الدعم السياسي النشط الذي لا تتوانى إيران عن تقديمه للنظام السوري 

وفي هذا السياق، أورد رئيس وفد المعارضة السورية، محمد علوش أنه "حتى الآن، لم نحرز أي تقدم ملموس في المفاوضات بسبب التعنت الذي يبديه كل من النظام الإيراني والسوري".

 وعموما، يؤكد المحللون الروس أن إيران تملك مصالح تجارية طويلة الأمد  في سوريا، حيث أنها وقعت مؤخرا اتفاقا مع الجهات النظامية يهدف إلى التنقيب عن النفط في منطقة تدمر وإلى إنشاء شبكة للهاتف المحمول، بالإضافة إلى ذلك، بدا نفوذ إيران واضحا عندما رفضت حضور أي ممثل للولايات المتحدة في أستانا، والجدير بالذكر أن السفير الأمريكي لدى كازاخستان جورج كرول مثّل بلاده في مباحثات أستانا بصفة مراقب فقط لا غير.

وصرح دبلوماسي غربي أنه "يجب ألا نخدع أنفسنا، فالنظام السوري الحالي أصبح صورة نقية عن إيران".

أما من جانب آخر، فقد رحّب مصدر مقرب من النظام بعدم الموافقة على طلب المعارضة الذي يتعلق بضرورة انسحاب الميليشيات الشيعية من الأراضي السورية في غضون ثلاثين يوما.

ومن جهته، ألقى رئيس الوفد السوري الحكومي، بشار الجعفري، اللوم على فصائل المعارضة المتطرفة لأنها انتقدت تواجد طهران وهدد قائلا: "طالما سيُحرم سبعة ملايين سوري من الماء، فإنه جيشنا سيواصل  عملياته العسكرية".

تقرير: منى معراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق