السبت، 4 مارس 2017

أطفال ريف حمص الشمالي ألعابهم بين ركام المنازل وضحكاتهم تتحدى أزيز الطائرات ..

منذ بداية ثورة الشعب السوري العظيم التي كانت ولا تزال المثال السامي بالتضحية و الفداء ، أصبح الأطفال فيها رجالاً قادرين على فهم القضية و تحمل مسؤلياتها ، فقد أثبت اطفال سوريا رجولتهم و صبرهم على مر سنوات الثورة السورية التي تُقارب على أنهاء عامها السادس تحت نيران قوات النظام و حلفاءه
يأتي هذا الثبات بعد تعرضهم لشتى أنواع البطش و الحرمان فكانوا تحت خط النار و في قلب الحصار و على شواطئ وأطلال الدمار و بين ركام منازلهم فخطت أناملهم صوراً لا تريد من المشاهد أن يشهد قساوتها فحسب بل يذكر أولاً أنهم عنوان الصمود و أمل الثورة الباقي بعد وجودهم على خط الثورة الأول ضد " نظام " عودهم على أن ربيع الطفولة يحتاج الغازات الكيماوية و صهر أجسادهم بكافة أنواع الأسلحة الحارقة لآن الحصار لا يكفي أن يقضي عليهم أو على أحلامهم

الصور اليوم من ريف حمص الشمالي تُظهر أطفالاً يعانون من حصار دائري من قبل قوات النظام غير أبهين بما خلفته آلة القتل والتدمير الأسدية من ركام و دمار في المنازل السكنية ، ليتخذوا منها أماكن للعب ، تدور من خلالها مجريات الألعاب التي تحاكي واقعهم الذي لم يراعي فيهم البراءة والطفولة
كانوا بالأمس يلهون بجانب منازلهم و يقصدون مدارسهم للعلم يتعانقون مع بعضهم عند الفوز و اللعب و يفرحون بلعبة جديدة و ملابس أنيقة ، أما اليوم فالعناق له معنى آخر عناق الخوف و الرعب من قصف قد يتجدد في أي لحظة

وراء كل ابتسامة و عين حزينة لأطفال سوريا حكاية خوف بعد أمان ، حكاية رعب بعد أطمئنان ، لا ينتهي المشهد هنا فعناق بعضهم البعض يأتي تأكيداً على الأستمرار رغم الأجساد النحيلة على الثبات في وجه من جعل من طفولتهم دماء وأشلاء
تجدر الأشارة إلى ان قد يواجه أحد الأطفال خلال لعبه دميته الممزقة بفعل قذائف الحقد عليهم ، أو حتى قطعة من أشلاء لأخيه متبقية تحت دماراً خلفته براميل و صواريخ قوات النظام


تقرير : أبو القاسم الحمصي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق