مما لا شك فيه أن التعليم يشكل العمود الفقري الذي يرتكز عليه بناء المجتمع وتطوره، وهذا مايحتاج إلى بيئة مناسبة وأرضيات محددة يستند إليها القائمون على هذا المجال.
إلا أن واقع التعليم في سوريا يختلف عن غيره في كافة بقاع العالم، فالحرب الدائرة والأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي تشهدها سوريا تجعل من التعليم أمراً بالغ الصعوبة ويواجه عوائق كثيرة.
فالقصف المتكرر الذي يستهدف معظم منشآت الحياة ولاسيما المدارس يحول دون استمرار العملية التعليمية في كافة مناطق سوريا ، كما أن هجرة الخبرات والكفاءات العلمية ولاسيما التعليمية إلى دول أخرى أجبر القائمين على المدارس على الاستعانة بأفراد اقل خبرة لتسيير الأمور التعليمية في المدارس ، كما أن التخريب والسرقات التي تعرضت لها المدارس في كافة المناطق المحررة جعل تأمين الوسائل التعليمية أمراً بالغ الصعوبة.
وباجتماع هذه العوامل كلها تؤثر سلباً على فئة كبيرة من الأطفال الذين هم في سن التعليم وخاصة فئة الاطفال ذوي التعليم الاساسي ممن تتراوح أعمارهم مابين 6 الى 15 عاماً، حيث يؤثر على كافة النواحي العلمية والثقافية والأخلاقية التي من المفترض أن يتلقاها هؤلاء الاطفال في المدارس مما يزيد العبئ على الأهل لتعويض التقصير في التعليم على زيادة الاهتمام بالنواحي الدراسية والتعليمية لأطفالهم بشكل إضافي، وذلك لتأمين أدنى حد من المستوى التعليمي الذي ينبغي للطفل أن يتمتع به إلا أن الأطفال اضطروا إلى التكيف مع هذا الوضع رغم المخاطر التي يتعرضون لها في كل يوم .
لذا يجب على الجهات المعنية بالأمور التعليمية بذل جهوداً أكبر لتأمين المدارس ومستلزمات التعليم في المناطق المحررة لإنشاء جيل واعي يعيد إعمار سوريا بعد ماحدث فيه من دمار وتخريب في كافة المجالات.
تقرير ياسمين وائل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق