من الطبيعي أن تكون مشاهد الدم والدمار صعبة التحمل على الكبار ، فكيف يتحمل مرارتها الأطفال لتنعكس على نفسيتهم فيصعب إقصائها من ذاكرتهم لتولد لهم إحساساً بالخوف الدائم وربما الإكتئاب.
أطفال سوريا.. حرموا من أبسط حقوقهم بعد تجرعهم مرارة النزوح المستمر والتشرد بالخيم بعيداً عن مدنهم التي هجروا منها قسراً فمنهم من فقد أهله أمام عينيه
ومنهم من خرج من تحت أنقاض بيته الذي هدمه طيران النظام .
"هبة " طفلة تعيش في مخيم عشوائي في ريف حلب الشمالي ليس لديها وقت للعب فتعبئة المياه ونقلها إلى الخيمة وإحضار الخبز يتطلب منها العمل المستمر.
وخلف تلك الخيمة التي تعصف بها الرياح لتبدو لك وأنها تكاد أن تسقط على أصحابها "محمد" وبعض الأطفال يلعبون بجمع طلقات الذخيرة الفارغة والشظايا التي احتفظوا بها عندما سقطت في أحيائهم السكنية قبل مغادرتها.
أما "أمجد" وأصدقائه انقسموا إلى فريقين أحدهم يحمل العصي والآخر يحمل مسدسات بلاستيكية لتتحول لعبتهم المفضلة إلى لعبة الجيش الحر وقوات النظام من خلال اشتباكات تدور بينهم لساعات ثم يلقون القبض على أسرى لقوات النظام وقتل الآخرين ليعبروا عن انتصار ثورتهم فرحين مكبرين بقول: الله أكبر .
مارأيته هو أن تأثيرات الحرب أقوى وأعمق بكثير على الأطفال.. فقد فقد الآلاف منهم طفولتهم لتصبح لديهم نزعة إلى العنف والتمرد من خلال واقع فرض عليهم وفرض أن يكونوا به .
تقرير : غنى مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق