إنها المحافظة التي أنشئت بعد بناء سد الفرات، وتقع على الضفة اليمنى لذلك النهر مجاورة للسد المسمى باسمها على النهر المذكور، تبعد 55 كم عن المدينة باتجاه الغرب، و155 كيلو مترا عن مدينة حلب باتجاه الشرق، وتعد غالبية المحافظة العظمى من العشائر التي لها نظام معين في الحياة اليومية حيث الشيوخ الآمرة، والأبناء المطيعون الذين يعدونهم مرجعية، وثقى لهم.
أربعون عاما كان النظام السوري يتلاعب بالمنظومة العشائرية ليطبعها بالطابع الحزبي لتكون قيادة عشائرية بعثية، فكانت الغالبية العظمى لشيوخ العشائر آنذاك مبايعة لحكم الأسد الأب وكانوا وكلاء له في عشائرهم مما ولد حالة الفصام بين أبناء العشيرة الواحدة على أثر دعم شيوخ على حساب آخرين، وصنع شيوخ جدد كانوا أحيانا من خارج عائلة الشيخ الفعلي للعشيرة يكون ذلك عندما يشك النظام بولاء الشيخ الحالي.
على مر زمان البعث حجم النظام دور بعض العشائر، ونشر حالة الفقر، والعوز بينها مما دعى تلك العشائر لتغيير توجهاتها السياسية، والوقوف بوجهه منذ اندلاع الاحتجاحات في مارس 2011، حيث دخل بعض أفراد العشائر بوقت لاحق في تحالفات مختلفة، فكان لتكوينهم العشائري في المحافظة دورا بارزا منذ نشأة الصراع، وإن اختلفت توجهات أبنائها بين من ينضوي تحت راية الجيش الحر، وآخرون تحت راية النصرة، وتنظيم الدولة، وقوّات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، فقد سعى كل من النظام، والمعارضة منذ اندلاع الثورة إلى كسب ود العشائر، والتحالف معها أما التنظيم، فينظر إلى العشائر عموماَ على أنها مشروع صحوات يجب الحذر في التعامل معها.
في مطلع مارس 2013 قادت المعارضة السورية معركة أعلنت فيها محافظة الرقة أول محافظة تخلو من تواجد قوات النظام التي انسحبت إلى قاعدة عسكرية شمال المحافظة، وتعلن الرقة خالية منها تماما ليأتي تنظيم الدولة، ومع مطلع عام 2014 معلنا تلك المحافظة إمارة له، وتحت سيطرته الكاملة، ومن خلال رؤية الواقع العام ضمن مدينة الرقة وريفها يمكننا القول أن التسلط، والتخويف، وسياسة التغلب الذي ينتهجها التنظيم من خلال عمليات الخطف، والاغتيال المبررتين له شرعيا في منهجه كانا سببا رئيسيا لتقية العشائر شره، والابتعاد عن مواجهته حيث كان التنظيم يقوم بذبح أسيرين اثنين صباح كل جمعة على رؤوس الأشهاد من المدينة مما يزيد حالة الرعب، والتخوف من أي تفكير للمواجهة ناهيك عن المصلحة الاقتصادية التي ولدت مع مبايعة العشائر للتنظيم، ولكن تحت قبضة الاستبداد حيث لايرى أهل الرقة إلا مايرى التنظيم، ولاصوت يعلو فوق صوت الأمير حيث العقوبة الجامية التي تنتظر من يعصي أي أمر قد صدر عنه.
في أكتوبر للعام 2017، وبمساندة من التحالف الدولي سيطرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على هذه المحافظة بعد أن دمرت مادمرت من المنازل فوق رؤوس ساكنيها وقتلت، وشردت بهم، وبنفس المشهد، وعلى ظهر دبابة ولكن تختلف الجنود تحت مبررات تطهير الرقة من إرهاب التنظيم إلا أنها أرهبت، وبشكل مواز بأفعالها، وتحالفاتها حيث لم ينجو الفارين من هول الحرب، وتم استهدافهم من قبل قوات النظام في طريق الهروب ناهيك عن موتهم تحت الأنقاض في ظل صمت مريب خيم على أفواه العالم، وأقلامهم التي تفيض حبرا، وتعلو صوتا لوكان المستهدف غربيا لاعربيا، وتأتي الفاجعة أن الصامتين جلهم من أبناء جلدتنا الذين زعموا أنهم بصف الثورة، والثوار ليظهر خبثهم، ويكشف غلهم، وتتلاقى مصالحهم مع الصمت.
عاشت محافظة الرقة حياة الاستبداد على مر خمسين عاما انصرمت في ظل حوكمات ديكتاتورية تفرض سياستها، ومنهجها على شعب آثر التقية على الحياة، ويأتي ذلك في صمت من حولهم عن ظلمهم ليوقن بعضهم أن السكوت عن المتسلط يدعو لمجيء آخر مهما اختلفت التوجهات، والسياسات، فالمستبد دوما على حق بزعمه لطالما اختفى المواجهون.
تقرير: سيفو العكر
أربعون عاما كان النظام السوري يتلاعب بالمنظومة العشائرية ليطبعها بالطابع الحزبي لتكون قيادة عشائرية بعثية، فكانت الغالبية العظمى لشيوخ العشائر آنذاك مبايعة لحكم الأسد الأب وكانوا وكلاء له في عشائرهم مما ولد حالة الفصام بين أبناء العشيرة الواحدة على أثر دعم شيوخ على حساب آخرين، وصنع شيوخ جدد كانوا أحيانا من خارج عائلة الشيخ الفعلي للعشيرة يكون ذلك عندما يشك النظام بولاء الشيخ الحالي.
على مر زمان البعث حجم النظام دور بعض العشائر، ونشر حالة الفقر، والعوز بينها مما دعى تلك العشائر لتغيير توجهاتها السياسية، والوقوف بوجهه منذ اندلاع الاحتجاحات في مارس 2011، حيث دخل بعض أفراد العشائر بوقت لاحق في تحالفات مختلفة، فكان لتكوينهم العشائري في المحافظة دورا بارزا منذ نشأة الصراع، وإن اختلفت توجهات أبنائها بين من ينضوي تحت راية الجيش الحر، وآخرون تحت راية النصرة، وتنظيم الدولة، وقوّات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، فقد سعى كل من النظام، والمعارضة منذ اندلاع الثورة إلى كسب ود العشائر، والتحالف معها أما التنظيم، فينظر إلى العشائر عموماَ على أنها مشروع صحوات يجب الحذر في التعامل معها.
في مطلع مارس 2013 قادت المعارضة السورية معركة أعلنت فيها محافظة الرقة أول محافظة تخلو من تواجد قوات النظام التي انسحبت إلى قاعدة عسكرية شمال المحافظة، وتعلن الرقة خالية منها تماما ليأتي تنظيم الدولة، ومع مطلع عام 2014 معلنا تلك المحافظة إمارة له، وتحت سيطرته الكاملة، ومن خلال رؤية الواقع العام ضمن مدينة الرقة وريفها يمكننا القول أن التسلط، والتخويف، وسياسة التغلب الذي ينتهجها التنظيم من خلال عمليات الخطف، والاغتيال المبررتين له شرعيا في منهجه كانا سببا رئيسيا لتقية العشائر شره، والابتعاد عن مواجهته حيث كان التنظيم يقوم بذبح أسيرين اثنين صباح كل جمعة على رؤوس الأشهاد من المدينة مما يزيد حالة الرعب، والتخوف من أي تفكير للمواجهة ناهيك عن المصلحة الاقتصادية التي ولدت مع مبايعة العشائر للتنظيم، ولكن تحت قبضة الاستبداد حيث لايرى أهل الرقة إلا مايرى التنظيم، ولاصوت يعلو فوق صوت الأمير حيث العقوبة الجامية التي تنتظر من يعصي أي أمر قد صدر عنه.
في أكتوبر للعام 2017، وبمساندة من التحالف الدولي سيطرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على هذه المحافظة بعد أن دمرت مادمرت من المنازل فوق رؤوس ساكنيها وقتلت، وشردت بهم، وبنفس المشهد، وعلى ظهر دبابة ولكن تختلف الجنود تحت مبررات تطهير الرقة من إرهاب التنظيم إلا أنها أرهبت، وبشكل مواز بأفعالها، وتحالفاتها حيث لم ينجو الفارين من هول الحرب، وتم استهدافهم من قبل قوات النظام في طريق الهروب ناهيك عن موتهم تحت الأنقاض في ظل صمت مريب خيم على أفواه العالم، وأقلامهم التي تفيض حبرا، وتعلو صوتا لوكان المستهدف غربيا لاعربيا، وتأتي الفاجعة أن الصامتين جلهم من أبناء جلدتنا الذين زعموا أنهم بصف الثورة، والثوار ليظهر خبثهم، ويكشف غلهم، وتتلاقى مصالحهم مع الصمت.
عاشت محافظة الرقة حياة الاستبداد على مر خمسين عاما انصرمت في ظل حوكمات ديكتاتورية تفرض سياستها، ومنهجها على شعب آثر التقية على الحياة، ويأتي ذلك في صمت من حولهم عن ظلمهم ليوقن بعضهم أن السكوت عن المتسلط يدعو لمجيء آخر مهما اختلفت التوجهات، والسياسات، فالمستبد دوما على حق بزعمه لطالما اختفى المواجهون.
تقرير: سيفو العكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق