جملة يرددها الحاج أبو جمال ذلك الرجل المسن الذي قضى حياته بالعمل، وكسب المال ليعيش حياة كريمة، وأولاده الذكور الأربعة، الذين لطالما تغنى بهم فذاك العالم الحافظ لكتاب الله، والفقيه في أمور دينه رغم إعاقته الجسدية، وآخر صاحب مهنة النقش على النحاس، وجامعي يدرس هندسة العمارة، وطفل مدلل يملأ حياة أبيه فرح، وسرور.
شارك أبو جمال في ثورة الكرامة بجل مايملك من مال، فكان الأب الحنون للثوار، الذين أبوا إلا أن يردوا عدوان النظام الغاشم.
ودفع ولديه ليكون لهم شرف المشاركة، فالنحاس قاد مجموعة من الشبان الأشاوس، والمهندس ترك جامعته ليحمل عدسة توثق إجرام السفاح
أبو جمال في كل الأماكن فهو في الصف الاول مع المتظاهرين يهتف الحرية، ويتنفس الكرامة، وولده معاذ يصوره، وابنه عمار يحمي مظاهرة بلده ببندقيته التي اشتراها له والده.
تمر الأيام، وهذا الرجل يقدم كل مايستطيع للثورة، والثوار ليأتي اليوم الأسود الذي طاح بابنه عمار أرضا بعد رصد القناص الغادر رأسه ليستقبله أهله بالدموع، والأهازيح الثورية، ويجلس أباه في العزاء، ودموعه تدرف على فلذة قد استئصلها القدر من كبده.
لم يلبث جرحه أن يكمد إلا وشظايا الطائرات الحربية تكسر عدسة المهندس، وتودي بحاملها شهيدا أسس مكتب مدينته الإعلامي، وترك بصمة خلدت ذكراه على طول الأيام.
يشتعل رأس أبي جمال شيبا ويملأ وجهه تجاعيدا من الحزن، والأسى، ويعصر قلبه ألما، فلم يبقى له إلا ابنه الفقيه، وطفله المدلل الذي بلغ سن الشباب، ودخل المشط في لحيته، وقرر أن يثأر لإخوانه فلم يتوانى أبو جمال عن دفعه إلى الجبهات مع أنه في مطلع العمر
يرابط، ويقاتل، ويدحر أعداء الحرية، والميليشيات الطائفية ويعود كما حال إخوانه شهيدا روى تراب أرضه بدمائه الطاهرة، وأبوه صابر محتسب مازال يهتف للحرية والكرامة.
لم يبقى لأبي جمال سوى الفقيه الفقير، فإعاقته لاتقوى إلا على إيصاله إلى المسجد الذي يربي فيه أجيالا يحفظون الأمانة، ويصونون الأمة.
وترى أبو جمال في كل صباح يقف على مضخة المياه اليدوية (الكباس)، ويملأ جرته، ويحملها على ظهره ليؤمن المياه المطلوبة لمنزل خلى من شبانه الذين من المفترض أن يكونوا عونا لأبيهم الذي تعب في شبابه ليرتاح في شيخوخته، ولكن القدر شاء أن يعلم أبي جمال الصبر، والاحتساب، وعدم طرق أبواب المنظمات، والمؤسسات الإغاثية لأنه دوما يقول لم أقدم أولادي في سبيل الله لأستبدلهم بمبلغ من المال، أو سلة من الغذاء فهذه عربيتي أجرها، وأبيع ماتنبت الأرض، ولا أبيع أولادي.
تقرير: سيفو العكر
شارك أبو جمال في ثورة الكرامة بجل مايملك من مال، فكان الأب الحنون للثوار، الذين أبوا إلا أن يردوا عدوان النظام الغاشم.
ودفع ولديه ليكون لهم شرف المشاركة، فالنحاس قاد مجموعة من الشبان الأشاوس، والمهندس ترك جامعته ليحمل عدسة توثق إجرام السفاح
أبو جمال في كل الأماكن فهو في الصف الاول مع المتظاهرين يهتف الحرية، ويتنفس الكرامة، وولده معاذ يصوره، وابنه عمار يحمي مظاهرة بلده ببندقيته التي اشتراها له والده.
تمر الأيام، وهذا الرجل يقدم كل مايستطيع للثورة، والثوار ليأتي اليوم الأسود الذي طاح بابنه عمار أرضا بعد رصد القناص الغادر رأسه ليستقبله أهله بالدموع، والأهازيح الثورية، ويجلس أباه في العزاء، ودموعه تدرف على فلذة قد استئصلها القدر من كبده.
لم يلبث جرحه أن يكمد إلا وشظايا الطائرات الحربية تكسر عدسة المهندس، وتودي بحاملها شهيدا أسس مكتب مدينته الإعلامي، وترك بصمة خلدت ذكراه على طول الأيام.
يشتعل رأس أبي جمال شيبا ويملأ وجهه تجاعيدا من الحزن، والأسى، ويعصر قلبه ألما، فلم يبقى له إلا ابنه الفقيه، وطفله المدلل الذي بلغ سن الشباب، ودخل المشط في لحيته، وقرر أن يثأر لإخوانه فلم يتوانى أبو جمال عن دفعه إلى الجبهات مع أنه في مطلع العمر
يرابط، ويقاتل، ويدحر أعداء الحرية، والميليشيات الطائفية ويعود كما حال إخوانه شهيدا روى تراب أرضه بدمائه الطاهرة، وأبوه صابر محتسب مازال يهتف للحرية والكرامة.
لم يبقى لأبي جمال سوى الفقيه الفقير، فإعاقته لاتقوى إلا على إيصاله إلى المسجد الذي يربي فيه أجيالا يحفظون الأمانة، ويصونون الأمة.
وترى أبو جمال في كل صباح يقف على مضخة المياه اليدوية (الكباس)، ويملأ جرته، ويحملها على ظهره ليؤمن المياه المطلوبة لمنزل خلى من شبانه الذين من المفترض أن يكونوا عونا لأبيهم الذي تعب في شبابه ليرتاح في شيخوخته، ولكن القدر شاء أن يعلم أبي جمال الصبر، والاحتساب، وعدم طرق أبواب المنظمات، والمؤسسات الإغاثية لأنه دوما يقول لم أقدم أولادي في سبيل الله لأستبدلهم بمبلغ من المال، أو سلة من الغذاء فهذه عربيتي أجرها، وأبيع ماتنبت الأرض، ولا أبيع أولادي.
تقرير: سيفو العكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق