إنها جنة من جنان الأرض تحيط بالعاصمة الدمشقية شرقاً و غرباُ لتكون وبكل فخر وإعتزاز
"عروس الشام "
قال عنها كتاب عجائب البلدان (الغوطة هي الكورة التي قصبتها دمشق وهي كثيرة المياه نضرة الأشجار متجاوبة الأطيار مونقة الأزهار ملتفة الأغصان خضرة الجنان استدارتها ثمانية عشر ميلاً كلها بساتين وقصور تحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها ومياهها خارجة من تلك الجبال وتمتد في الغوطة عدة أنهار وهى أنزه بقاع الأرض وأحسنها)
لاسيما أنها ذات تاريخ عريق على مر الأزمان واجهت أشد أعداء الأرض والعرض ولقن الفرنسيين دروساً بالبطولة وشرف الدفاع عن البلدان والأديان وما معركة الزور الكبرى عن ذلك ببعيد
لبت الغوطة الشرقية نداء أختها درعا منذ إندلاع الإحتجاجات وكان لها شرف رفع أول لافتة بعنوان
(يادرعا الغوطة معاكي للموت) حيث تعالت أصوات أبنائها تردد شعارات الحرية والكرامة مع رشقات الرصاص اللتي أطلقت إلى صدورهم ومما دعى نظام البعث أن يقتحم بلدانهم ليقتل أطفالهم ونساءهم الذين أنجبن ثواراً يسطرون أروع البطولات المشرفة
فكل منا يذكر مجزرة مسرابا على أيدي الفاطس "عصام زهر الدين" ومجازر دوما وسقبا وعربين ولن ينسى أحد منا تفجير زملكا واستنشاق أهلها للموت عبر الغازات السامة التي مازال العالم الفاجر يتحرى لإثبات تلك الجريمة الواضحة
لم تنفع كل تلك الوسائل مع أهل غوطة الإباء فمازالوا يلقنون أعداءهم أقسى أنواع الدروس القتالية عبر كادر تدريس لا يشق له غبار
لجأ نظام البعث وبرضا كامل من النظام الدولي بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى الغوطة ليبدأ حصاره بعدما فشلت كل محاولاته السابقة ليمنع دخول الدواء والغذاء لاجئاً لطريقة جديدة لوأد الثورة وتأنيب الثوار إلا أن ذلك لم ينقص من عزم أهالي الغوطة بل لجأوا إلى كسر الحصار بشتى وسائلهم وأقسموا أن الجوع أشرف من الركوع فخبزوا الشعير بعد شهور من أكل خبز الدخن والصويا والعلف اللذي لايكاد يصلح للبهائم واستعملوا ورق الملفوف عوضا عن الخبز أحيانا ولفات القمر الدين مع اللبن المصنوع من الصويا تارة أخرى حيث لاحليب الأبقار إحتل البشر مستودعات أكلها إن وجدت فقد أفرغت إلى المطاحن لتتحول إلى خبز أقسى من الحجر يقتات بها المحاصرون
أما عن المياه فقد صعب جرها بسبب فقدان مادة البترول وغلائها الفاحش حيث لجأ الأهالي لتكرير مادة البلاستيك وتحويلها إلى نفط صالح للإستعمال بعد أن استنزف مخزون الفيول الذي كُرِرَ أيضا بطرق خطيرة أدت إلى موت وحرق كثيرين ومع ذلك بقي جر المياه مكلفاً مما أدى إلى قيام بعض المؤسسات بصناعة الكباسات اليدوية التي إكتظت أمكنة تواجدها بالأطفال لينقلوا المياه إلى منازلهم بالطرق البدائية كل ذلك غيض من فيض
فهنالك حالات صحية كثيرة تحتاج الخروج إلى دمشق للعلاج الضروري كأمراض السرطان وغيرها من الحالات الحرجة التي رفض النظام فتح الطريق أمامها لتودع أكثر هذه الحالات الحياة بسبب إنعدام توفر الدواء والجرعات اللازمة
ومع مطلع العام 2015 فتح الثوار أنفاقا كانوا قد حفروها إلى حي القابون الدمشقي الثائر ليكون شرياناً يغذي الغوطة ويسد رمقها وكان وللأسف طريقاً لهروب أكثر العائلات من شبح الحصار واستهدف النظام طريق تلك الأنفاق ولكنه أيقن أنها ستهجر أهل الغوطة وإغلاقها سيدعوهم إلى الإستشراس وفتح معركة تدخل عقر داره وتقلب الموازين
عاش أهالي الغوطة فترة من الزمن خف الحصار عنهم ليعود النظام وبعد تهجير أهالي الحي لإغلاق تلك المعابر التي أدى إغلاقها إلى عودة شبح الموت الذي أخذ قسطاً من الراحة
وعاد صاحباً معه أشد الهجمات على مدخل الغوطة من باب قلعتها الصامدة(جوبر) التي أوجبت خلع النعال عند دخولها لأن ترابها روي من دماء أبنائها الذين لم يسمحوا لقوات النظام وطائرات الروس والألوية الشيعية الطائفية من تدنيسها حيث يسطرون الملاحم بأقلام حبرها الدماء وهياكلها الأجساد مع ممحاة تزهق رفات الأعداء
تعجز الأقلام عن وصف ذلك الشبح والدمار
وتنهار الكلمات أمام موت الأطفال وعجز الآباء "ولسان حال الثائرين" يقول:
لانريد حملات افتراضية ولانرحب بهاشتاغات بالية أبقوا على اموالكم ياثوار الفنادق والمنظمات
اليوم تذكر العالم أن الأسد يحاصرنا
أنسيت أيها العالم أنه يقتات على دمائنا
أخبرونا هل فك يوم الغضب حصارنا
هل ستسد حملتكم رمق جوعنا
هل ستعيد لنا عبيدة وسحر من أبائنا
فليذهب كل ذلك بلا رجوع فإننا أقسمنا
الجوع ولا الركوع
تقرير: سيفو العكر
"عروس الشام "
قال عنها كتاب عجائب البلدان (الغوطة هي الكورة التي قصبتها دمشق وهي كثيرة المياه نضرة الأشجار متجاوبة الأطيار مونقة الأزهار ملتفة الأغصان خضرة الجنان استدارتها ثمانية عشر ميلاً كلها بساتين وقصور تحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها ومياهها خارجة من تلك الجبال وتمتد في الغوطة عدة أنهار وهى أنزه بقاع الأرض وأحسنها)
لاسيما أنها ذات تاريخ عريق على مر الأزمان واجهت أشد أعداء الأرض والعرض ولقن الفرنسيين دروساً بالبطولة وشرف الدفاع عن البلدان والأديان وما معركة الزور الكبرى عن ذلك ببعيد
لبت الغوطة الشرقية نداء أختها درعا منذ إندلاع الإحتجاجات وكان لها شرف رفع أول لافتة بعنوان
(يادرعا الغوطة معاكي للموت) حيث تعالت أصوات أبنائها تردد شعارات الحرية والكرامة مع رشقات الرصاص اللتي أطلقت إلى صدورهم ومما دعى نظام البعث أن يقتحم بلدانهم ليقتل أطفالهم ونساءهم الذين أنجبن ثواراً يسطرون أروع البطولات المشرفة
فكل منا يذكر مجزرة مسرابا على أيدي الفاطس "عصام زهر الدين" ومجازر دوما وسقبا وعربين ولن ينسى أحد منا تفجير زملكا واستنشاق أهلها للموت عبر الغازات السامة التي مازال العالم الفاجر يتحرى لإثبات تلك الجريمة الواضحة
لم تنفع كل تلك الوسائل مع أهل غوطة الإباء فمازالوا يلقنون أعداءهم أقسى أنواع الدروس القتالية عبر كادر تدريس لا يشق له غبار
لجأ نظام البعث وبرضا كامل من النظام الدولي بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى الغوطة ليبدأ حصاره بعدما فشلت كل محاولاته السابقة ليمنع دخول الدواء والغذاء لاجئاً لطريقة جديدة لوأد الثورة وتأنيب الثوار إلا أن ذلك لم ينقص من عزم أهالي الغوطة بل لجأوا إلى كسر الحصار بشتى وسائلهم وأقسموا أن الجوع أشرف من الركوع فخبزوا الشعير بعد شهور من أكل خبز الدخن والصويا والعلف اللذي لايكاد يصلح للبهائم واستعملوا ورق الملفوف عوضا عن الخبز أحيانا ولفات القمر الدين مع اللبن المصنوع من الصويا تارة أخرى حيث لاحليب الأبقار إحتل البشر مستودعات أكلها إن وجدت فقد أفرغت إلى المطاحن لتتحول إلى خبز أقسى من الحجر يقتات بها المحاصرون
أما عن المياه فقد صعب جرها بسبب فقدان مادة البترول وغلائها الفاحش حيث لجأ الأهالي لتكرير مادة البلاستيك وتحويلها إلى نفط صالح للإستعمال بعد أن استنزف مخزون الفيول الذي كُرِرَ أيضا بطرق خطيرة أدت إلى موت وحرق كثيرين ومع ذلك بقي جر المياه مكلفاً مما أدى إلى قيام بعض المؤسسات بصناعة الكباسات اليدوية التي إكتظت أمكنة تواجدها بالأطفال لينقلوا المياه إلى منازلهم بالطرق البدائية كل ذلك غيض من فيض
فهنالك حالات صحية كثيرة تحتاج الخروج إلى دمشق للعلاج الضروري كأمراض السرطان وغيرها من الحالات الحرجة التي رفض النظام فتح الطريق أمامها لتودع أكثر هذه الحالات الحياة بسبب إنعدام توفر الدواء والجرعات اللازمة
ومع مطلع العام 2015 فتح الثوار أنفاقا كانوا قد حفروها إلى حي القابون الدمشقي الثائر ليكون شرياناً يغذي الغوطة ويسد رمقها وكان وللأسف طريقاً لهروب أكثر العائلات من شبح الحصار واستهدف النظام طريق تلك الأنفاق ولكنه أيقن أنها ستهجر أهل الغوطة وإغلاقها سيدعوهم إلى الإستشراس وفتح معركة تدخل عقر داره وتقلب الموازين
عاش أهالي الغوطة فترة من الزمن خف الحصار عنهم ليعود النظام وبعد تهجير أهالي الحي لإغلاق تلك المعابر التي أدى إغلاقها إلى عودة شبح الموت الذي أخذ قسطاً من الراحة
وعاد صاحباً معه أشد الهجمات على مدخل الغوطة من باب قلعتها الصامدة(جوبر) التي أوجبت خلع النعال عند دخولها لأن ترابها روي من دماء أبنائها الذين لم يسمحوا لقوات النظام وطائرات الروس والألوية الشيعية الطائفية من تدنيسها حيث يسطرون الملاحم بأقلام حبرها الدماء وهياكلها الأجساد مع ممحاة تزهق رفات الأعداء
تعجز الأقلام عن وصف ذلك الشبح والدمار
وتنهار الكلمات أمام موت الأطفال وعجز الآباء "ولسان حال الثائرين" يقول:
لانريد حملات افتراضية ولانرحب بهاشتاغات بالية أبقوا على اموالكم ياثوار الفنادق والمنظمات
اليوم تذكر العالم أن الأسد يحاصرنا
أنسيت أيها العالم أنه يقتات على دمائنا
أخبرونا هل فك يوم الغضب حصارنا
هل ستسد حملتكم رمق جوعنا
هل ستعيد لنا عبيدة وسحر من أبائنا
فليذهب كل ذلك بلا رجوع فإننا أقسمنا
الجوع ولا الركوع
تقرير: سيفو العكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق