صدام ؛ شاب من درعا من مواليد عام ( 1999)
في الحادي عشر من الشهر العاشر عام 2014، أي ؛ في الخامسة عشرة من عمره ، تقريباً عند الساعة الواحدة من ذلك اليوم ؛ كان ذلك النور هو آخر شيءٍ لمحه .
كان صدام يقطع الشارع ، لتكون طلقة أحد قناصي النظام بانتظاره ، ليفقد بصره ؛ أصابتهُ الرصاصة من جهة عينه الشمال لتقطع عصبَ عينه ، لتخرج من العين اليمين بعد أن فقأتها ، عندها لم يعد يرى شيئاً ولم يعِ ما حدث ،سوى أنه سقط أرضاً والدماء تغطي وجهه وجسده بغزارة ، قام أصدقائه بسحبه وتم إسعافه إلى دولة مجاورة ، هناك حضع للعلاج لمدة ستة أيام ، ثم أوقفوا علاجه ، وأعادوه إلى بلده ، بأنَّ لا علاج له ، على الرغم من حاجته لعملية قطع زجاجي .
وبعد ما يقارب الستة أشهر من إصابته ، أُتيحت له فرصة الذهاب لتلقي العلاج ؛ ولكنهم أعلموه أنَّه لا يوجد علاج لحالته ، ولكن في حال تقدم العلم فذلك ممكن .
يقول صدام :
لقد اعتدت على وضعي وإصابتي هذه ومايساعدني أنني أحفظ تفاصيل بيتي ؛ مداخله وأبوابه وجدرانه ونوافذه ، على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق به بعد أن تعرض لقصف الطيران الروسي منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، لدي أملٌ بالله تعالى ، لدي عزاءٌ؛ وعدُ الله بأنَّ من فقدَ حبيبتيه دخل الجنة ، ولكنني أخاف أن تطمئنَ روحي ويفتر إيماني لوعد ربي ، واذا ما قيل لي ذات يومٍ أن هذا الشخص هو من رماك بتلك الرصاصة ، حقاً لا أدري ماذا سأفعل ، فالبصر من أكبر نعم الله علينا ، تخيل أن تضع وشاحاً على عينيك وتحكم وثاقه لعشر دقائق ؛ لن يحتمل ذلك الظلام أحد ،ولكنني سأصبر ؛ ويبقى الأعمى هو أعمى القلب لا البصر .
أتمنى أن أرى أمي هي أول شخص أتمنى رؤيته إذا ما أتيح لي أن أرى ثانية ، أنا أصغر أبنائها وأدرك مدى الألم الذي يفطر قلبهاوتحاول إخفائه .
عند سؤالي له عن ذكريات ومواقف لا يمكن أن ينساها ، قال :
من ذكريات طفولتي التي لا زلت أهواها ؛ أبي رحمه الله ، كان يصحبني دائماً إلى المسبح ،
ومازلت حتى الآن أواضب على السباحة ،أهوى السباحة ؛وأنا سباحٌ جيد، يقول بتحدٍ : إذا ما أتيح لي المشاركة في أي منافسة لن أرضى بأقل من المراتب الأولى ، لا أدري قد أصبح سباحاً عالمياً يوماً ما ولن تعيقني إصابتي .
من المواقف التي أذكرها في صغري ؛ ذات يوم كنت ألعب بالكرة في الشارع ، كنت مشاكساً ، وعن عمدٍ قمت بضرب الكرة بمستوٍ عالٍ ، لتضرب خطوط الكهرباء ، فتعطلت عن نصف الحيَّ، وهرولت هارباً من صراخ الجيران عندما حاول أحدهم الإمساك بي .
لقد انهيت المرحلة الابتدائية وانتقلت للمرحلة الإعدادية ولكني لم أتم دراستي بسبب الأحداث، وتعرضي للإصابة التي أفقدتني بصري ، وأنا الآن أسعى بمساعدة أهلي لأحفظ القرآن الكريم ؛ وقد أتممتُ ولله الحمد خمسة أجزاءٍ من خلال السماع والتكرار حيث أرددُ خلفهم ، ثم أعتمدُ على تشغيل المسجل لأتحققَ وأتثبتَ من حفظي .
صدام ؛ حقاً إنني أخجلُ من ذاتي أمام صبرك وتحديك لهذه الحياة ورضاك بأمر الله ...
شافاك الله ودمتَ ودامتْ سوريا بكل خير .
في الحادي عشر من الشهر العاشر عام 2014، أي ؛ في الخامسة عشرة من عمره ، تقريباً عند الساعة الواحدة من ذلك اليوم ؛ كان ذلك النور هو آخر شيءٍ لمحه .
كان صدام يقطع الشارع ، لتكون طلقة أحد قناصي النظام بانتظاره ، ليفقد بصره ؛ أصابتهُ الرصاصة من جهة عينه الشمال لتقطع عصبَ عينه ، لتخرج من العين اليمين بعد أن فقأتها ، عندها لم يعد يرى شيئاً ولم يعِ ما حدث ،سوى أنه سقط أرضاً والدماء تغطي وجهه وجسده بغزارة ، قام أصدقائه بسحبه وتم إسعافه إلى دولة مجاورة ، هناك حضع للعلاج لمدة ستة أيام ، ثم أوقفوا علاجه ، وأعادوه إلى بلده ، بأنَّ لا علاج له ، على الرغم من حاجته لعملية قطع زجاجي .
وبعد ما يقارب الستة أشهر من إصابته ، أُتيحت له فرصة الذهاب لتلقي العلاج ؛ ولكنهم أعلموه أنَّه لا يوجد علاج لحالته ، ولكن في حال تقدم العلم فذلك ممكن .
يقول صدام :
لقد اعتدت على وضعي وإصابتي هذه ومايساعدني أنني أحفظ تفاصيل بيتي ؛ مداخله وأبوابه وجدرانه ونوافذه ، على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق به بعد أن تعرض لقصف الطيران الروسي منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، لدي أملٌ بالله تعالى ، لدي عزاءٌ؛ وعدُ الله بأنَّ من فقدَ حبيبتيه دخل الجنة ، ولكنني أخاف أن تطمئنَ روحي ويفتر إيماني لوعد ربي ، واذا ما قيل لي ذات يومٍ أن هذا الشخص هو من رماك بتلك الرصاصة ، حقاً لا أدري ماذا سأفعل ، فالبصر من أكبر نعم الله علينا ، تخيل أن تضع وشاحاً على عينيك وتحكم وثاقه لعشر دقائق ؛ لن يحتمل ذلك الظلام أحد ،ولكنني سأصبر ؛ ويبقى الأعمى هو أعمى القلب لا البصر .
أتمنى أن أرى أمي هي أول شخص أتمنى رؤيته إذا ما أتيح لي أن أرى ثانية ، أنا أصغر أبنائها وأدرك مدى الألم الذي يفطر قلبهاوتحاول إخفائه .
عند سؤالي له عن ذكريات ومواقف لا يمكن أن ينساها ، قال :
من ذكريات طفولتي التي لا زلت أهواها ؛ أبي رحمه الله ، كان يصحبني دائماً إلى المسبح ،
ومازلت حتى الآن أواضب على السباحة ،أهوى السباحة ؛وأنا سباحٌ جيد، يقول بتحدٍ : إذا ما أتيح لي المشاركة في أي منافسة لن أرضى بأقل من المراتب الأولى ، لا أدري قد أصبح سباحاً عالمياً يوماً ما ولن تعيقني إصابتي .
من المواقف التي أذكرها في صغري ؛ ذات يوم كنت ألعب بالكرة في الشارع ، كنت مشاكساً ، وعن عمدٍ قمت بضرب الكرة بمستوٍ عالٍ ، لتضرب خطوط الكهرباء ، فتعطلت عن نصف الحيَّ، وهرولت هارباً من صراخ الجيران عندما حاول أحدهم الإمساك بي .
لقد انهيت المرحلة الابتدائية وانتقلت للمرحلة الإعدادية ولكني لم أتم دراستي بسبب الأحداث، وتعرضي للإصابة التي أفقدتني بصري ، وأنا الآن أسعى بمساعدة أهلي لأحفظ القرآن الكريم ؛ وقد أتممتُ ولله الحمد خمسة أجزاءٍ من خلال السماع والتكرار حيث أرددُ خلفهم ، ثم أعتمدُ على تشغيل المسجل لأتحققَ وأتثبتَ من حفظي .
صدام ؛ حقاً إنني أخجلُ من ذاتي أمام صبرك وتحديك لهذه الحياة ورضاك بأمر الله ...
شافاك الله ودمتَ ودامتْ سوريا بكل خير .
تقرير : آلاء بدر الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق