الأحد، 20 أغسطس 2017

الذكرى الرابعة لمجزرة الغوطة "الموت الصامت"

في مثل هذا اليوم وقبل أربعة أعوام ، إستيقظ سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية على مجزرة كانت مختلفة عن سابقاتها "مجزرة الكيماوي" ، فكان وما زال يوم ال21 من أغسطس / آب 2013 محفوراً في ذاكرة السوريين ، وخاصة أهالي الغوطتين الذين كانوا ضحيةَ هذه المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد ، والتي خلّفت ورائها مئات السوريين الذين قضوا حتفهم خنقاً نتيجة تسممهم بغاز السارين .

ووفق تقرير الإئتلاف المعارض ، فإن قوات النظام التي كانت متواجدة داخل اللواء 155 بالقلمون ، قامت بإطلاق 16 صاروخاً "٨أرض أرض" محملة بغازات سامة وقد تبين أنها من نوع "السارين"
وذُكر في التقرير أن الصواريخ إستهدفت عدد من مدن الغوطتين "الشرقية والغربية" .

وبعد إستيعاب هذه الصدمة ، وإنقضاء أيامٍ عليها ، بدأت أعداد القتلى بالظهور ، فذكر تقرير للمخابرات الأميركية أن 1429 شخصاً قتلوا بهذه المجزرة ، بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 1127 قتيلاً قضوا في هذه المجزرة ، من بينهم 201 امرأة و101 طفل
وبينما قال البعض أن العدد يزيد عن ذلك .

أربع سنوات مرّت وما زالت هذه الجريمة البشعة مطبوعة في أذهان السوريين ، وقد تحتاج لسنوات أخرى كثيرة لكي تتعافى من هولِ هذه المجزرة .

فلم تكن مجزرة الغوطة 21 آب 2013 هي الأولى من نوعها ، ولم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الأسلحة الكيماوية ، فقد سبق له أن إستهدف مدن ومواقع سورية أخرى قبل هذا التاريخ وبعده ، لكن مجزرة الغوطة كانت أعنفها وأشدّها .
ولم يكن الموت بالشيء الجديد على السوريين ، لكنّ الموت بلا دم زاد المشهد ألماً .

وقد أكدّت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ، حوزتها على أدلة توضح وقوف قوات النظام وراء مجزرة الغوطة .

ومن وقف مع الأسد وسكت عن جريمته فقد شاركه الجريمة ، وكان هذا واضحاً من تخاذل المجتمع الدولي ، والإدارة الأمريكية ، والدول الغربية ، التي اكتفت بالتهديدات والوعيد لكن دون ردٍّ فعليٍّ رادع ، وعزّزت من ثقة النظام ، وأعطته الضوء الأخضر لإرتكاب المزيد من جرائم الحرب والمجازر الدموية ، وعلى مرأى ومسمع الجميع .

وها هي أربعة أعوام مرّت وما زال الأسد حرّاًً طليقاً ، لم يحاكم على جرائمه ولم تتخذ في حقه أدنى العقوبات ، وما زالت طائراته تقصف ومليشياته تبطش .

تقرير: فردوس العليوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق