الأحد، 20 أغسطس 2017

((إبداعُ أقلامِ الرصاص تُبددُ آلامَ الرصاص )).

عُبيدة ,, Xtama ,, شابٌ في مقبل العمر ، إنسان بسيطٌ متواضع يقيم في درعا، هاجر ذويه وقد رفض هو أن يترك بلده وأصحابه ،على الرغم من رغبته في بداية الأمر وقبل أن تتوالى الأحداث في السفر كي يتم دراسته ،ليختص في هندسة الديكور ، إلا أنه اضطر لترك مقاعد الدراسة والتضحية برغبته
؛ليكون من أوائل من خرجوا رافعين شعارات الحرية وحفظ دماء الشهداء في ساحة الجامع العمري ،حاملاً إحدى رسوماته الرامزة للنصر؛ ليمضيَ مع أصحابه في رَكبِ ثورةِ التضحيةِ والكرامة.

يعشق عبيدة الرسم ؛ ولا سيما تحويل رسوماته الورقية إلى لوحات جدارية تشع بجمال روحه ودقة تفاصيله ، وعذوبة ألوانه ، علها تستر شيئاً من قبح الدمار لترتسم َفي ثنايا خطوطه آمال وطنٍ بُعثرتْ ألوانه .

كما تظهر السخرية من الواقع الأليم بشيءٍ من روح الطفولة العذبة ؛ في وطنٍ أضحى كوكباً للآكشن يرحب بكم ، هو الجانب المضحك من شخصيته، عبارة خطها على إحدى مداخل درعا؛ تدل على مدى وحشية وهمجية الحملة التي شنتها قوات النظام والميليشيات المساندة لها .

تعرض عُبيدة للإصابة برصاصة متفجرة في قدمه؛ في إحدى الحملات الهمجية للنظام على درعا، واجه خلالها آلاماً جسدية ونفسية ؛ حينما أرادوا بترها؛ تلك الآلام التي عانى منها العديد من جرحانا ،ولم يكن ذلك ليثنيَهُ عن مسيرته التي اختارها لينال جسده بعدها العديد من الإصابات والشظايا .

فقدَ عبيدة العديد من أصحابه الذين كانوا إخوان له ، باستشهادهم افترشوا التراب ليواريهم، إلا أنهم لم يواروا ذاكرته ؛فقدْ خلد ذكراهم بين صفحاته البيضاء ، كما لم ينسَ عائلاتهم فهو يواظب على زيارةِ ذويهم والاطمئنان عليهم ؛محاولاً ما أمكن تخفيف ألمهم ،ليكون معرض رسوماته في يوم من الأيام وكما يقول هو تخليداً لذكراهم على جدران مثواهم ، فهمْ وحدهم من يستحقونها ؛"يرحم ما فقدت يا وطن ".....
عُبيدة لكَ منا ولرسالتك في بلدي تحية زاهيةً بألوان الشفق ....

تقرير : آلاء بدر الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق