الجمعة، 24 مارس 2017

عبد الله.....شاب سقى الأماني دماً، ونحو حطام عدسته ينتظر العودة.

"السابع عشر من تشرين الأول لم يكن يوماً كسائر الأيام، علمت حينها أن للحرية ثمن، وعلمت أنه قد حان الوقت لأدفعه" بهذه الكلمات يرثي عبد الله نفسه، ويذود اليأس عن نفسه، بحادثة مرت وانطوت أشهر عليها، وما زالت تتصارع في ذاته ذكريات لا يرغب عبد الله أن يذكرها، لكنه يراها ثمناً استحق دفعه، واختار ذاك الثمن لنفسه وقته المناسب.

عبد الله شاب في العشرين من عمره تجول مع عدسته 4 أعوام، رافق مدينته عندما تحررت ورصد أهوال حصار مدينة حلب، وسقطت كلماته في مجزرة حدثت في شهر تشرين الأول من العام الفائت....سقطت كلماته لكن لم يسقط إصراره، فبعد بتر يده  إثر إصابته، بات جل ما يتمناه عبد الله أن يعود إلى ميدانه، حيث لا تزال تلك الأمانة التي حملها في قلبه...قيد الأماني.

في دمعة ممزوجة في الأمل يحدثنا عبد الله عن حادثته قائلاً: "في منتصف شهر تشرين الأول أغارت الطائرات الحربية على قرية عويجل الواقعة في غرب مدينة حلب، توجهت إلى هناك، حيث ساقتني رائحة الأشلاء،  وأوجاع مستلقين على مفترق الطرق، عادت الطائرات واستهدفت ذات المكان، سقطت أرضاً ثم استيقظت في أحد المشافي التركية، وعلمت بعدها أني تركت شيئان في وطني.... يدي وقلب محطم على أعتاب الأرصفة".

"هل من أحد يأتيني به"؟ 

في سؤال خلف وراءه العديد من التساؤلات، طرح علينا الشاب هذا السؤال، أين قلبي ومن يأتيني به؟.

علمنا حينها الإجابة، فعبد الله ما زال ينتظر في غرفته معزولاً، ينتظر تركيب يد اصطناعية، يمكث داخل جدران احتضنت ذكريات، وسقت أحلامه أمنيات، هل من عودة؟ وهل ستصبح الأماني قيد التنفيذ؟.

على مفترقات تلك الحوادث، تطرح تساؤلات كثيرة، وتتوجه نحو من حمل على عاتقه نقل مجريات حرب لم تبق لم تذر، هل ما زلت على ما اتخذته من عهد يا صاح.؟  

تقرير: محمد خشان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق