الاثنين، 23 أكتوبر 2017

تنحني الهامات امام صمود الغوطة الشرقية و معاناتهم

تعتبر من اول المناطق التي ثارت على نظام الظلم و الطغيان في سوريا ، عداك انها من اهم معاقل الثوار الملاصقين للعاصمة دمشق .

نعم، انها الغوطة المنكوبة...
غوطة العنفوان و الصمود
الغوطة التي مرغت انف النظام بالتراب ، و تشهد على ذلك جبهات جوبر الكرامة  و عين ترما الاباء .

رغم وضع النظام جميع امكانياته و قوته ، و رغم غزارة الصواريخ و المدافع ، رغم الطائرات و المتفجرات ، أبت الغوطة الا ان تعيش بحرية و شموخ .

 لكن النظام الحاقد و عند عجزه عن حسم المعركة عسكريا ، لجأ الى اقذر وسيلة ، لجأ لعقاب الصغير قبل الكبير ، بان وضعهم باكبر سجن تعرفه البشرية .

نعم انها الغوطة المجروحة...
نظام يجوع شعبه ، و يقتل اطفاله ، و يتحكم بقوتهم و طعامهم و شرابهم ، يقصفهم يوميا بعشرات القذائف و الصواريخ ، لينشر شبح الموت في كل مكان .

حيث يعيش الان ابناء مدن و بلدات الغوطة و التي يبلغ عدد قاطنيها حوال 400 الف اياما عصيبة ، جراء فقدان ابرز مقومات الحياة و انعدام الخدمات بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه النظام .

ادى ذلك لانتشار الكثير من الامراض و الاوبئة ، و كان اخرها سوء التغذية ، و الذي انتشر بسرعة و خاصة بين الاطفال حديثي الولادة .

فلا طعام و لا غذاء و لا حليب للاطفال يسد رمق جوعهم ، فضلا عن الموت بشظايا القذائف المنهالة فوق رؤوسهم يوميا .

ودعت الغوطة في اليومين الماضيين طيرين من طيور الجنة بسبب نقص الدواء و الغذاء جراء الحصار الخانق الذي يفرضه النظام الفاسد ، مثلهم مثل اطفال حمص القديمة و مضايا و الزبداني و غيرهم الكثير ممن ذاقوا مرارة الجوع على يد  النظام .

بالاضافة لوفاة العديد من مرضى الدم و الاورام الخبيثة و السرطان ، جلهم من الاطفال و النساء و الشيوخ ، لعدم توفر جرعات الادوية اللازمة لعلاجهم ، و رفض النظام اخلائهم الى المشافي .

نعم انها الغوطة المكلومة...
التي و ان وجد اهلها الطعام و الدواء ، فهم يعجزون عن الحصول عليه بسبب الغلاء الفاحش .
حيث انها تعاني من ارتفاع هستيري في اسعار المواد الغذائية و المستلزمات الاساسية ، نتيجة توقف دخول المواد من المعبر الوحيد لاهالي الغوطة " مخيم الوافدين " .

هذا كله يحصل رغم تخفيف التصعيد ، الذي استبشر به اهالي الغوطة خيرا ، لما فيه من وقف لاطلاق النار و فتح المعابر و ادخال المساعدات ، لكن سارت الامور عكس ما تخيلوه لان حصارهم زاد حصارا ، و جوعهم زاد جوعا .
 فالاسعار ارتفعت بشكل جنوني و غير مألوف لتصل عشرات الاضعاف .

بالنهاية و بالرغم من كل ما عانته الغوطة و اهلها إلا ان لسان حالهم يقول :
" ما النا غيرك يا الله "

تقرير : أبو محمد الحمصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق