الأحد، 16 أكتوبر 2016

قيود النظام تهدد بتكرار سيناريو "مضايا" في الغوطة الشرقية بريف دمشق

بدا واضحاً ما حل بالمدنيين في الغوطة الشرقية بعد أن فرضت قوات النظام حصاراً خانقاً وجائراً منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ولا سيما أن قوات النظام  أصبحت أكثر حرفية بالقتل ضمن سياسة "الجوع أو الركوع"، مما يهدد عدة بلدات ومناطق في سوريا.

وكشفت منظمة العفو الدولية عن أدلة دامغة على جرائم حرب في تقرير لها في 12 آب/ أغسطس من عام 2015، ووصفت حصار قوات النظام للغوطة الشرقية والقتل غير القانوني لمدنييها المحاصرين، الذي يأتي كجزء من هجوم واسع النطاق، فضلاً عن كونه هجوماً منهجياً على سكان مدنيين، و بأنه يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

حذر محمد غزال، وهو أحد أعضاء المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية من كارثة انسانية أفظع من التي حصلت في "مضايا" بكثير، في حال استمر هذا الحصار وهذا العجز الدولي.

وحمل غزال المسؤولية للمجتمع الدولي، مؤكداً أنهم سيكونون أمام مشهد أكثر ترويعاً من مشهد مضايا في حال نجح النظام في السيطرة على المرج، وفي حال استمرار الحصار على الغوطة.

ويقول محمد غزال : "إن المناطق المحاصرة مهددة بكارثة حقيقة، ولا سيما مع قدوم فصل الصيف الحار في ظل نقص المستلزمات الغذائية والصحية إثر الحصار"، وأكد غزال في حال استمرار الحصار على الغوطة الشرقية، ستشهد الأخيرة مسلسلاً مؤلماً أشنع من الذي حصل في بلدتي مضايا ومعضمية الشام، فيما تعد الغوطة الشرقية "منكوبة" حيث لا تزال تتعرض للقصف اليومي المتكرر في بقعة بلغ متوسط القذائف المتساقط عليها أكثر من 800 قذيفة منذ أكثر من عام، ومنذ أكثر من سنتين قطعت أساسيات الحياة بما فيها، المواد الغذائية والكهرباء والماء والاتصالات منذ أكثر من سنتين، بحسب محمد غزال.

وأكد غزال أن هناك شح في المواد المذكورة وغلاء فاحش جداً بحد وصفه، إثر حصار النظام السوري على الغوطة، مما يهدد بحصول كارثة إنسانية مروعة بحق المدنيين المحاصرين طوقاً خانقاً تحت حجج واهية.

وأشار"محمد غزال" أن السبب الأول لعدم إدخال المساعدات هو النظام الذي يريد الإنتقام من الحاضنة الشعبية للثوار، والسبب الثاني هو عدم جدية المجتمع الدولي بهذا الأمر، مؤكداً أنهم تواصلوا عدة مرات مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر لكن ردودهم كانت غير مقنعة، كمنع النظام وتعطيله لإدخال المساعدات إلى الغوطة الشرقية.

ويشير محمد غزال أنه وإلى الآن ممنوع دخول وخروج الناس من "مخيم الوافدين" أو غيره، وحتى البضائع لا تدخل إلا نادراً وبرسوم يفرضها النظام، فيما يشير الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية "عمار الدوماني"، إلى أنهم تواصلوا مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري ولكن الاجابة دائماً تكون بأن هناك امور كثير من الطرفين تعرقل إدخال المساعدات.

وأكد الدوماني أن في حال استمرار عدم إدخال المساعدات سيؤدي ذلك لكارثة انسانية جديدة ستشهدها الغوطة الشرقية تودي بحياة كثير من المدنيين، في ظل ذعر يخيم في قلوب الأهالي من تكرار المشهد المروع الذي حصل في مضايا.

فيما أوضحت الناشطة الإعلامية لارا الشامي أن النظام كان يغلق "معبر مخيم الوافدين" الذي كان المخرج الوحيد لمدنيي الغوطة الشرقية- ويمنع المدنيين من الخروج والدخول من خلاله، مؤكدة أن  النظام أيضاً يمنع إدخال المواد الغذائية إلى داخل الغوطة الشرقية.

وتساءلت لارا الشامي، كيف يمكن للحل السياسي الذي يتم الحديث عنه أن ينجح ونحن أمام مجتمع دولي عاجز عن إدخال علبة حليب أطفال للمناطق المحاصرة؟".

من جهته، يؤكد محمد غزال أن هناك تواطؤ بعدم الجدية في إدخال المساعدات، وأن الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية مأساة عشرات الآلاف من المدنيين الذين يرزحون تحت الحصار.

وبحسب ما قاله الناشط الإعلامي عمار الدوماني، فإن الهلال الأحمر والأمم المتحدة متواطئين مع النظام، لعدة أسباب منها أن المساعدات لا تكفي إلا عدد ضئيل من المدنيين.

           تقرير: مرح الشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق