الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

معضمية الشام تودع شبابها ومقاتليها المتوجهين إلى إدلب

 
بعد مفاوضات طويلة وشاقة و عدة تأجيلات و وعود واهية من قبل النظام و ميليشياته الممثلة عنه في عملية التفاوض، يعود ملف مدينة معضمية الشام إلى الواجهة ويحسم اليوم الأربعاء بخروج مقاتلي معضمية الشام المقاتلين المتواجدين في مدينة داريا وفي المزة و كفرسوسة والذين شملهم اتفاق مدينة داريا قبل نحو الشهرين، متجهين نحو مدينة إدلب في الشمال السوري ، على غرار ماتم في مدينتي قدسيا و الهامة منذ أسبوع .

فاليوم معضمية الشام تودع شبابها و ماتبقى من مقاتليها ،بإنتظار أن تعود الحياة طبيعية إلى حد ما مع تأمين أبسط مقومات العيش لأكثر من 45000 مدني محاصر فيها ، هذا ما وعد النظام به أهالي المدينة المنكوبة ، مع إجراء التسويات و المصالحات لمن رفض الخروج و تسليم السلاح و تشكيل لجان محلية لحماية المدينة تحت سلطة الفرقة الرابعة، في حين مازال ملف المعتقلين معلقاً مع رفض تام بإعطاء أي وعود بإخراجهم أو الكشف عن مصيرهم .

خروج اليوم سيكون لألف مقاتل بأسلحتهم الخفيفة مصطحبين معهم عوائلهم ليصل العدد الإجمالي إلى نحو ثلاثة آلاف شخص ، خصصت لهم الفرقة الرابعة المسؤولة عن المفاوضات نحو خمسة و سبعين باصاً ، يستعدون الآن لوداع مدينة المعضمية التي عانت من ويلات الحصار الخانق أثناء الهدنة المزعومة التي فرضتها قوات النظام السوري عليها بداية عام 2014 ، بعد حرب طويلة خاضتها جنباً إلى جنب مع مدينة داريا و التي استخدم فيها النظام شتى أنواع الأسلحة حتى المحرم دولياً منها .

ويذكر أن سلسلة اتفاقات بدأت في دمشق منذ اتفاق مدينة داريا التي صمدت أربع سنوات في وجه آلة الحرب العمياء و انتهت بخروج مقاتليها نحو مدينة إدلب ، مروراً بإتفاق الهامة و قدسيا و أخيراً  اليوم اتفاق الخروج في معضمية الشام و الذي لن يكون آخرها في ظل استمرار وحشية النظام لفرض سلطته من جديد على المدن الثائرة.

        تقرير :عصام المهندس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق