السبت، 15 أكتوبر 2016

مخيم الركبان، مدينة الصفيح… تقتل الأطفال يومياً

يعتبر مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية من أكثر المخيمات التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، فهو متواجد في صحراء قاحلة ويحتوي على أكثر من 70 ألف سوري فرّوا من مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة، ويعيشون اليوم في خيامٍ عشوائية ضمن بيئة لا تصلح للعيش، فقد نمى هذا المخيم من حفنة خيام في تشرين الأول 2014، إلى أن تحوّل إلى مدينة كاملة من الصفيح في منتصف العام الحالي 2016.

ويأتي مخيم الركبان في المرتبة الثانية بعد مخيم الزعتري من حيث عدد السوريين الذين يأويهم، فمنذ أواخر 2014 بدأ هذا المخيم باستقبال ساكنيه من خلال نقطتي عبور الحدلات والركبان، وبدأت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسجيل هؤلاء اللاجئين رسمياً منذ حوالي سبعة أشهر. 

إنسانياً، يفتقر المخيم إلى الحد الأدنى من ظروف الحياة لقاطنيه فالمخيم عبارة عن صحراء صخرية كثيرة الرياح حارة في الصيف شديدة البرودة في الشتاء، إلا أنه ورغم كل هذه الظروف القاسية أصبح المخيم أبرز محطة توقف للهاربين من قوات النظام وتنظيم الدولة ، كما ساهم التدخل الروسي في تشرين الأول في ارتفاع موجة النازحين.

الصحفي الأردني “محمد عرسان” وفي تصريح خاص للمكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية قال: “يمكننا وصف الوضع الإنساني داخل مخيم الركبان بالمأساوي وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من حالات مرضية بسيطة، ومتوسطة يمكن علاجها بسهولة، ولكنها تتسبب بالوفاة بسبب عدم وجود كادر طبي داخل المخيم”.

وبحسب “عرسان” فإن حوالي 100 طفل توفوا خلال أشهر قليلة داخل المخيم بسبب انعدام الرعاية الصحية، وأضاف: “بحسب تقارير طبية من داخل المخيم فإن عشرات الأطفال يعانون من حالات صحية حرجة بسبب مضاعفات بعض الأمراض المنتشرة داخل المخيم كاللشمانيا والحمى وغيرها”

ويضيف الصحفي عرسان قائلاً “المشكلة الطارئة اليوم هي نقص حليب الأطفال وانعدام مستلزمات ما بعد الولادة،ووبحسب “عرسان” فإن إغلاق الحدود بعد التفجير الذي ضرب الحدود منذ فترة وعدم السماح للصليب الأحمر بالدخول وتشكيل فرق طبية داخل المخيم يشكّلان مشكلة كبيرة بالنسبة للأطفال داخل المخيم. 

هذا وقد أطلق نشطاء وصحفيين أردنيين حملة أنقذوا_الركبان ناشدوا فيها الحكومة الأردنية لإدخال الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية لتلقي العلاج. 

ومن الجدير بالذكر أن السلطات الأردنية أدخلت في منتصف شهر تموز الماضي الطفل إبراهيم صالح، المقيم في مخيم الركبان، لإجراء عملية جراحية له.

وكان ناشطون أطلقوا نداءات عبر شبكات التواصل الإجتماعي تحت وسم “أدخلوا طفل الركبان”، بعد انتشار مقطع فيديو يبين حالته الصحية السيئة، ويأتي منع إدخال الطفل بعدما أعلنت السلطات الأردنية، الحدود الشمالية والشرقية مناطق عسكرية مغلقة على خلفية مقتل سبعة جنود أردنيين وإصابة 14 آخرين، في تفجير بسيارة مفخخة تبناه تنظيم الدولة في حزيران الماضي.

ومؤخراً أعلنت الأمم المتحدة عزمها إدخال مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان منتصف الشهر الجاري، ونقلت “رويترز” عن منسق الأمم المتحدة “إدوارد كالون” قوله، إن الجيش الأردني، وافق أخيراً على دخول مساعدات إنسانية إلى المنطقة بحلول السادس عشر من شهر تشرين الجاري، وتتضمن المساعدات الغذاء والماء والأغراض الصحية الأساسية ومواد أخرى غير غذائية منها الخيام والملابس.

          تقرير : عصام المهندس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق