الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

"أمينة".. طفلة تحمل حملاً لا تحمله جبال

رغم جمال عينيها، لكن نظراتها لا تخلوا من الحزن والتعب والمشقة، "أمينة" الطفلة التي تعمل لتعيل أمها التي تسكن مع أخوتها في منطقة "يشيل وادي" في مدينة غازي عنتاب التركية.

حيث تعمل أمينة من الصباح إلى المساء في لم العملات النقدية من السوريين والأتراك، لكن الأسوأ من ذلك ان أمينة لا يتجاوز عمرها تسعة أعوام، وتعمل في منطقة "غازي مختار باشا" والتي تبعد مسافة بعيدة عن منطقة سكنها، تأتي أمينة كل يوم سير على الأقدام لتعيل والدتها التي تعمل بالخياطة في منزلها.

توجهت لأمينة بسؤال بسيط أين هو والدك؟ أجابتني بكل بساطة: "أبي بيشتغل بحلب بلم نايلون وكرتون، كان بدو يجي معنا بس ما قدر لأنو أخي مات بحلب وأخي التاني راسو ملفوف وبالمشفى "أي يعني مصاب."

تقول والدة أمينة في تصريح خاص لشبكة دراية: "أحاول العمل ليلاً ونهاراً لتأمين احتياجات أطفالي، لكن المؤسف أنني حتى لا أستطيع تأمين قوتنا اليومي، أو حتى أجرة البيت الذي نقطن فيه".

وتتابع، زوجي الآن في حلب ولا يقتنع بالمجيء إلى تركيا، لأن طفلي مصاب في المنزل، وطفلي الآخر قد استشهد أثناء القصف على البلدة، حيث هربنا أنا وطفلتي "أمينة" وأخيها "محمد" إلى مدينة غازي عنتاب، لكن الذي يغلبني الآن هو وضع طفلي فهو مبتور الأطراف، والذي يحرق قلبي هو ذهاب أمينة، لكن دون ذلك سوف نعيش يومياً ونموت في الشوارع دون أي رقيب أو سؤال.

وأضافت والدة أمينة، نحن نقطن في تركيا منذ سنتين ولم يتغير الوضع أبداً، ومن جهتي لا أستطيع العمل خارج المنزل نظراً لوضع طفلي "محمد"، نحن بحاجة لإنسان يسمع صوت بكاءنا، لا لأن يسمعنا صوت القذائف.

وبالعودة إلى أمينة، فإنها من ريف حلب، وتتمنى دخول المدرسة للتعلم واللعب من الأطفال، فهي كبيرة منذ صغرها، وقد تفوهت ببعض الكلمات قد أحزنت قلبي بها قائلةً: "خالة بتعرفي جاية على بالي مامونية وبامية، وحابة ألعب مع الولاد وروح على مدرستي، وارجع على بيتنا ألعب بألعابي لأنو أنا عم أتعب وجوعانة وعطشانة كتير بس ما بقدر أصرف من المصاري مشان أمي تطبخلنا".

ففي وقت يلملم الأب أشلاء أطراف أولاده، تلملم الأم دمعاتهم في تركيا، حال أمينة وعائلتها كحال بعض السوريين في تركيا وغيرها من الدول العربية والأوروبية، دون معين أو معيل، ولا حياة فمن نناجي؟

            تقرير: مرح الشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق