الجمعة، 16 مارس 2018

بعد مضي سبع سنوات…. نظام أبدع بإجرامه، و شعب تملئ قلبه الآهات

سبعة سنوات أكملت أيامها في ظل ثورة السوريين… سبعة سنوات من عمر أبناء سورية الشرفاء… تلك الثورة التي قام بها المظلومون على ظالمهم… تلك الثورة التي تخلصت من الذل و الحرمان ،و من الخوف و الكتمان… تلك الثورة التي نادت بها درعا فلبت سوريا النداء .

بالمقابل، استخدم اعدائها كل ما يستطيعون لدثرها، بدءا بالقتل و التشريد ،وصولا للدمار و الانتقام، ولكن أبنائها أصروا على متابعة مشوارهم رغما عن الطغاة ، رغما عن المجرمين الحاقدين ، بدءا بالاسد و وصولا لروسيا و ايران و غيرها .

شعب ضحى بكل ما يملك ليصبح حرا أبيا ، رغم تكالب المجرمين ، رغم الصواريخ و الطائرات ، رغم الخوف و الجوع… نعم إنه الشعب السوري الثائر ، انه الشعب السوري العظيم ، اتكل على ربه و سعى مضحيا بنفسه و ماله ليخلص نفسه من أطغى طاغية، ومن أشنع مجرم ،و من أبشع سفاح عرفه العصر الحديث .

لقد استخدم نظام بشار الاسد كل شئ خطر بباله لوأد هذه الثورة ، فعاث بالبلد فسادا و اجراما ، حتى أنه لم يتخلص من شره لا مركز طبي و لا اعلامي و لا خدمي و لا حتى دفاع مدني ،و كل ذلك موثق لدى هيئات أممية و منظمات انسانية ، و سنذكر هنا بعض تلك الجرائم التي وثقتها منظمات اممية و حقوقية .

حيث قال محققون تابعون للأمم المتحدة أمس الخميس، إن قوات النظام والقوات المتحالفة معها استخدمت الاغتصاب والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات والرجال في حملة لمعاقبة مناطق المعارضة وهي أفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وذكر التقرير أن قوات النظام اغتصبت مدنيين من الجنسين أثناء تفتيش منازلهم وأثناء عمليات برية في المراحل الأولى من الصراع وبعد ذلك عند نقاط التفتيش وفي مراكز الاعتقال. وأصغر ضحية لمثل هذه الجرائم فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات.

وقال التقرير إن “اغتصاب النساء والفتيات موثق في 20 من أفرع المخابرات السياسية والعسكرية التابعة لنظام الأسد، واغتصاب الرجال والصبية موثق في 15 منها”.

من ناحية أخرى، أصدر المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين أمس الخميس، تقريراً خاصاً بعنوان "بعد سبع سنوات من انطلاق الثورة السورية.. إعلاميو الغوطة تحت الحصار والقصف"، يرصد فيه مجمل الانتهاكات التي وقعت بحق الإعلاميين في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق خلال سبع سنوات.

ووفقاً للتقرير فقد تمكن المركز من توثيق 163 انتهاكاً ضد الإعلام في عموم ريف دمشق، منها 117 انتهاكاً وقع في الغوطة الشرقية، وذلك من مجموع الانتهاكات الكلي الذي وثقه المركز في سوريا و الذي يبلغ (1103 انتهاك)، منذ انطلاق الثورة السورية منتصف آذار 2011 وحتى نهاية شباط 2018.

كما وثق المركز مقتل 426 إعلامياً في سوريا منذ آذار 2011، حتى نهاية شهر شباط 2018، من بينهم 55 اعلاما في الغوطة الشرقية ،فيما وثق أيضا وقوع 28 حالة إصابة واعتداء بالضرب ضد إعلاميين في الغوطة الشرقية، منذ عام 2011، إضافة إلى 10 حالات احتجاز واعتقال واختطاف لإعلاميين ،بالاضافة لوقوع 14 انتهاكاً بحق المؤسسات الإعلامية في الغوطة .

بالنسبة للصعيد الطبي، فقد سجل استهداف النظام لعشرات المراكز الطبية و المشافي ما أدى لخروج معضمها عن الخدمة، و استشهاد عشرات الاطباء و الممرضين ، بالاضافة لاستهداف مراكز الدفاع المدني ،ما أسفر عن استشهاد عشرات المتطوعين و تدمير الآليات التابعة للمراكز المستهدفة .

من جهة أخرى ،وثقت جمعيات و منظمات حقوقية اعتقال نظام الأسد لأكثر من مئة ألف شخص معارضين له ، بالاضافة لعشرات الآلاف من المفقودين .

بالنسبة للاسلحة الكيماوية ، فقد تم تسجيل عشرات الاماكن التي استخدام النظام فيها لصواريخ و قذائف تحمل غازات سامة ، و استشهد على أثرها آلاف الضحايا ، كان أكثرها اجراما في العام 2013 و ذلك بعد قصف مناطق بغوطة دمشق ، بالاضافة لمجزرة خان شيخون العام الماضي .

في سياق جرائم النظام و المعاناة التي سببها للسوريين، قالت منظمة “أنقذوا الطفولة” الدولية إن ما يقارب 250 طفلًا سوريًا ينزحون كل ساعة، منذ تموز 2017.

وجاء ذلك في تقرير أصدره مكتب المنظمة في لبنان، الخميس 15 آذار، بمناسبة مرور سبعة أعوام على الحرب في سوريا.

فالآن و مع دخول الثورة لعامها الثامن ، يصر أهل سورية على المضي قدما فيها، يصرون على مواصلة الدرب ، بعد السنين التي مرت بمرها و عذابها، و رغم سيل الدماء التي أراقها النظام، و رغم أن لقمتهم غمست بدمائهم .

بالنهاية لا يسعنا ذكر كل الجرائم و الاعتداءات التي قام بها هذا النظام الظالم ، لانها لا تعد و لا تحصى ، ففي كل بيت من هذا البلد قصة ، و في كل شارع غصة ،و في كل عين دمعة ، و لكن قلوب أبنائه تصدح بالدعاء عسى ربها ان يخلص شامنا من سفاحها .


تقرير : أبو محمد الحمصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق