الخميس، 15 سبتمبر 2016

تنظيم الدولة..وما خلف الكواليس؟


ربما غاب "تنظيم الدولة" عن الصورة التي ظهر بها خلف كواليس عملياته وخلف هجماته المفاجأة، حيث يحاول استدراج الشباب للقتال في صفوفه من خلال "الوعود"، تفيد شهادات منشقين عن التنظيم بأنها "كاذبة"، ورغم أن الكثير من أسرار التنظيم ظلت غائبة عن وسائل الإعلام، قدمت تسريبات جديدة حول أساليب الإقناع وتحريف الحقيقة.

غسل الدماغ
يتحدث "ع، ر" وهو كان أحد مقاتلي التنظيم واستطاع الهرب بأعجوبةالطريقة التي يتم إقناع الشباب فيها بالإنضمام والوفاء لهم طريقة "فظيعة"، فهم يغسلون الدماغ البشري كلياً، كي لا يستطيع المقاتل المنضم لهم أن يتركهم أو يهرب منهم ويوضح المتحدث، أنه في مساء كل يوم يوجد درس "فقه" لمدة ساعة، يلقيه أحد الشرعيين، ثم يبدأ درس العقيدة أيضاً لمدة ساعة، وبعده ساعة أخرى لكن لتحفيظ القرآن وعمليات الاغتيال تدريب خاص للإقناع بإتمام العملية، حيث يتم تكثيف دروس الدين للشخص الذي سوف يكون الضحية، يتم غسل دماغه بشكل كامل، ويوقع على ما سيفعله بإرادته ورضاه، ومن ثم يدرب لفترة طويلة خوفاً من خروجه ومن ثم الهروب.

الموت على قيد الحياة
يقول "ع، ر": "إن خلال فترة التدريب يرى المتدرب الموت أمام عينيه، حيث نبدأ في الساعة السادسة صباحاً درس الرياضة، لمدة ساعتين ركض ثم استراحة نتناول الإفطار فيها لمدة 15 دقيقة، ثم يأتي وقت التدريب على السلاح، في كل يوم نتدرب على فك وتركيب السلاح، نبدأ بالروسية ثم البي كي سي، ثم الدوشكا والـ 14.5، ثم الـ 23، وبالتأكيد كل نوع سلاح له يوم تدريب خاص، ويومين للتدريب على إصابة الهدف
ويشير إلى أن بعد التدريب على السلاح يكون التالي درس الرياضة الآخر وبحسب وصفه، فإنهم يحترقون تحت أشعة الشمس بشكل يومي، ثم بعد الرياضة استراحة لمدة 30 دقيقة، والرياضة كثيرة منها قفز الحواجز وحفرالسواتر والتدريب تحت الشبك عندها تصبح الساعة الـ 11 ليلاً، والنوم لمدة 4 ساعات فقط، والعشاء يكون عبارة عن نصف رغيف خبز مع "بيضة، أو رز، أو برغل دون ملح"، بحسب وصفه "لتعليمهم على الصبر!"، وكما قال "أيام التدريب موت بطيء".

تحريف الحقيقة
وسائل الإعلام في "تنظيم الدولة"تتسارع للإعلان عن خبر موت أحد المقاتلين لديهم لكن "ذوي الرتب المنخفضة"، حيث أنها تعتبرهم "شهداء" وفقاً لمعتقدات الأخير، لكن عندما يموت أحد القائدة لديهم، يبدأ التنظيم بفعل المستحيل لإخفاء ذلك وعدم الإفصاح عنه رغم كل ما يفعله "تنظيم الدولة" لكن لن يستطيع إخفاء انهيار "دولتهم الوهمية"، وبحسب ما اتضح من وسائل الإعلام والتسريبات فإن الأخير لا يستطيع توفير الغذاء والماء والكهرباء والرعاية الصحية للناس اللذين لا زالوا في قبضته، ولذلك فإن التنظيم يستخدم ما تبق من موارده على "آلة الدعاية"ويقوم التنظيم باستخدام التقنيات الإعلامية بشكل جيد وفعال، فعناصر الأخير متواجدة في كل مكان، حيث أن التنظيم يكره أي شيء من الغرب، ولذلك فإنه يستخدم أساليب خادعة ومضللة ليظهر على أنه فعال وناجح، ولكن كأي وكالة إعلانات تقوم بتسويق منتج "سيء"، فإن وسائل إعلام التنظيم وجدت أنه من الصعب جداً إخفاء الحقيقةومن أبرز حالات التحريف استخدام التنظيم لـ "صور مزيفة"، حيث أنهم يستخدمون الممثلين لإظهار شهداء وهميين من أجل الحصول على صور ومقاطع فيديو لشهداء مبتسمين، وهذا يسبب مشاكل كبيرة مع مصداقية وسائل إعلام "تنظيم الدولة" على المدى البعيد، بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من المتعاطفين مع التنظيم لا يحبون رؤية صور أو فيديوهات عن القتلى سواء كانوا يبتسمون أو لا.

القتل لإخفاء الجريمة
استكمالاً لسلسلة الجرائم التي يقوم بها "تنظيم الدولة" بحق المدنيين والنشطاء والصحفيين في جميع المدن والبلدات التي يحتلها في سوريا، أصدر الأخير منذ فترة وجيزة فيديو يوسف طرقاً بشعة للقتل والتمثيل بعدد من الصحفيين الذين يعملون في "دير الزور" لإيصال صورة واضحة بما يفعله التنظيم بحق المواطنين السوريين في العالم أجمع وكان من بين الصحفيين الذين أعلن التنظيم عن قتلهم، من ساعدوا وسائل إعلام عدة على إيصال صوت الحقيقة ونقل ما يجري من إجرام في دير الزور، وهذا ما يؤكد على سعي إرهاب التنظيم المتواصل على منع إيصال الحقيقة لما يرتكب من جرائم بحق السوريين في سورياوكذلك الأمر بالنسبة للنشطاء الذين يقتلون على أيدي "تنظيم الدولة"، حيث أن التنظيم يقتلهم لأنهم قد كتبوا أو أصدروا أفلاماً ضدهم تماماً مثل ما حصل مع "ناجي الجرف" وفريق العمل التابع للـ "الرقة تذبح بصمت".
            
                           تقرير : مرح الشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق