الخميس، 29 سبتمبر 2016

روسيا حليف النظام السوري وصديقه القسري

تبذل روسيا أقصى طاقتها لمساعدة النظام السوري على استعادة سيطرته على مدينة حلب، انطلاقا من اعتبارها أنه من الأفضل تحقيق انتصار عسكري على مواصلة المفاوضات المتعثرة مع واشنطن، وفق ما يرى محللون.
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "قررت روسيا المضي في ذلك لأنها لم تعد تؤمن بإمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في سوريا"، ويضيف "أنها الحرب الشاملة لأن موسكو لم تعد تؤمن بأن واشنطن قادرة على القيام بأي شيء في سوريا جراء عدم الرغبة وعدم القدرة".

وتنفذ الطائرات الروسية الموجودة في سوريا غارات كثيفة منذ الخميس على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الثوار في حلب، بوتيرة غير مسبوقة منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام.

ويرى باحثون أن موسكو "تريد القضاء على موقع رئيسي لمقاومة الفصائل المعارضة".
بعد ذلك، لن يبقى من مناطق المعارضة إلا محافظة إدلب (شمال غرب) وبعض المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة الثوار.

ويعرب باحث متخصص في الشؤون السورية بأن الأمر "يتعلق بمنح (الرئيس السوري بشار الأسد) نصراً حاسما والقضاء على أي بديل من خلال حرمان المعارضة مما تعتبره عاصمتها ، ويضيف، طرد الفصائل من حلب يحيلها إلى صفوف المعارضة الهامشية.

وإذا كانت موسكو شكلت منذ بداية النزاع منتصف آذار/مارس 2011 الداعم الأبرز للرئيس السوري في مواجهة الفصائل المعارضة ودول الغرب وبلدان الخليج، في الميدان كما في الأمم المتحدة، فإن العلاقة الثنائية لم تكن وثيقة بقدر ما هي عليه اليوم. 
إذ أن موسكو وبعد كثير من التردد، تبنت خيار القوة في حلب، وهو ما كان النظام يريده منذ فترة طويلة.

 "من دون حلب" لا يمكن للأسد أن يكون رئيسا قويا، وحتى يتمكن من الحكم فعليا يحتاج إلى حلب،  وحينها بإمكانه القول إن المدن الرئيسية في البلاد باتت تحت سيطرته، أي دمشق وحلب وحماة وحمص التي استعادت قواته السيطرة عليها في العام 2014.

ويقول المحلل الروسي المتخصص في السياسة الخارجية "يود الروس والسوريون السيطرة بالكامل على حلب وبعدها فقط التفاوض مع المعارضة"، معتبرا أن حلب "تلعب دورا محوريا".

وبعيدا عن معركة حلب، يبدو أن التعاون بين موسكو ودمشق يستجيب لمصالح على المدى الطويل، ويقول مالاشينكو في هذا الصدد "لا يمكن للأسد الحصول على شيء من دون موسكو، وتدرك روسيا بدورها أنها، من دون الأسد ستطرد من الشرق الأوسط"، مضيفا "أنها صداقة قسرية".

وندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة خلال الإجتماع الأخير لمجلس الأمن حول سوريا الأحد بما اعتبره "جرائم حرب ترتكب في حلب"، واتهم دمشق وموسكو بالمضي في الحل العسكري واستخدام المفاوضات "للتمويه". وشدد على أن بلاده تطالب بالتطبيق الفوري للإتفاق بين موسكو وواشنطن بشأن وقف القتال "ابتداء من حلب".

           تقرير :منى معراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق