الخميس، 8 سبتمبر 2016

مضايا لم يكف الحصار والجوع حتى جاءها المرض، السحايا تنتشر في مضايا وأهلها يستغيثون

في ظل ما تعانيه بلدة مضايا في ريف دمشق من حصار وجوع وقتل وبسبب الأوضاع المعيشية المتردية وقلة الدواء والغذاء تعلن الجهة الطبية الوحيدة في البلدة بأنها منطقة موبوءة، مما أثار الذعر في صفوف المدنيين، فقد بدأ الناس يتخوفون من الإختلاط فيما بينهم، أما أهالي المرضى يخافون من استخدام أدوات المريض، خوفاً من العدوى. وقد ذكر عدد من العاملين في المجال الإغاثي ببلدة مضايا أن الأمم المتحدة والهلال الأحمر لم تدخل منذ بدء الحصار المفروض على البلدة في تموز 2015 إي مواد طبية نوعية، واقتصر إدخال المواد الإسعافية فقط، بينما المساعدات الغذائية افتقرت البروتين الحيواني مما أدى إلى ظهور حالات مرضية جديدة. وقد سجلت بلدة مضايا وفيات نتيجة نقص الطعام والشراب والدواء، وبعد دخول المساعدات الغذائية انتشر مرض "كواشيوركور" الناتج عن نقص حاد في البروتين الكامل، حيث عاش الأهالي شهوراً على الحشائش وبعض المواد الغذائية الأخرى وتعيش حالياً مرحلة جديدة بظهور مرض (السحايا). وتزامن انتشار السحايا مع تكرار حالات الإغماء الناجم عن سوء التغذية، ما تسبب بحدوث نقص في المناعة لدى المصابين. حيث يعاني أربعون ألف مدني في بلدة مضايا من عدم الإستجابة المباشرة للأمم المتحدة والهلال الأحمر، للمناشدات الصادرة من بلدة مضايا، مما يؤدي إلى سوء حالات الإصابات ريثما يتم إخراجهم لتلقي العلاج. ولايوجد في بلدة مضايا إلا نقطة طبية وحيدة تعمل لخدمة40 ألف شخص ولايوجد في المشفى سوى كادر مؤلف من 9أشخاص اصيب إثنان منهم بإلتهاب السحايا مما يجعل الوضع كارثي في البلدة فقد وصل المرض إلى الكادر الطبي، ما لم تتدارك الجهات المعنية و أولها الأمم المتحدة، وتعمل على إيجاد حلول لإنهاء مأساة البلدة التي لم تدخل إليها مساعدات أممية منذ أربعة شهور، وإن مرض السحايا بات أزمة كبيرة وخطيرة إضافةً إلى أزمات البلدة الأخرى. والآن هناك 30 إصابة بمرض السحايا معظمهم من الأطفال، وهؤلاء تتفاقم معاناتهم في غياب العلاجات الناجعة والمضادات الحيوية حيث موجة الحرّ الأخيرة تسببت بانتشار هذا الداء، وغياب العلاجات ساهم في انتشاره ويحاول أهل مضايا إسعاف المرضى بأساليب بدائية، عبر الكمّادات والمياه الباردة لتخفيف الحرارة خصوصاً لدى الأطفال. وإن أعراض سوء التغذية عادت لتظهر على المحاصرين والأطفال، مثل الانتفاخ والاصفرار و صعوبة الحركة. وإن ما تتعرض له مضايا هو أبعد من حصار نظام وميليشيات، بل إنه قرار دولي بتهجير أهالي مضايا من أرضهم، والدليل ما حصل في داريا. تقرير :منى معراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق