الخميس، 29 سبتمبر 2016

"جرحهم أمانة في أعناقنا".. فريق نور الطبي في الغوطة الشرقية

رغم الحصار الجائر الذي تتعرض له الغوطة الشرقية، يولد الأمل من رحم المعاناة، حيث أطلق عاملون في المجال الطبي بالغوطة الشرقية مشروعاً بإسم "فريق نور الطبي" لمساعدة الجرحى والمصابين بعد خروجهم من المراكز الطبية.

يقول "أويس عمر"، وهو أحد العاملين في فريق نور الطبي: "كانت بداية عمل الفريق متواضعة مع ممرضين اثنين فقط، وذلك في الشهر السادس من عام 2015، واقتصر عدد المرضى حينها على 5 مصابين، ويمكن وصف العمل حينها بنشاط (فردي تطوعي)، أما البداية الحقيقية للفريق فكانت في الشهر التاسع من سنة 2015، وهو تاريخ ظهور فريق نور الطبي".

وتابع عمر، تم تسمية الفريق ب، "نور الطبي"، نسبةً لاسم "نور الدين بدران" الممرض المؤسس للفريق، والذي استشهد إثر غارة جوية على مدينة حرستا، فيما يتكون الفريق من 37 فرداً منهم، 29 ممرض، وطبيبين مشرفين وسائقين وأربع إداريين.

وواجه الفريق العديد من الحالات المستعصية كحالة الفتاة "نور" ذو الـ 12 ربيعاً، وتوصف حالتها بـ "خلع ورك" وتعتبر أقدم مريضة لدى الفريق، ولا يزال علاجها مستمراً إلى اليوم، حيث أصيبت الفتاة نتيجة تعرض منزلها للقصف في مدينة دوما، كما أن الطفل "يوسف" ذو العامين أحد مصابي الحرب الذين يتلقون العناية من فريق نور الطبي، تعرض جسده لحرق كامل بسبب القصف بالقنابل العنقودية التي تستخدمها الطائرات الروسية وقوات الأسد ضد المدنيين، وبحسب ما وضح عمر، فإن حالة يوسف تتحسن ببطء، ويخشى الفريق أن تسوء حالته الصحية مما قد يعرضه للموت.

أما عن نقاط عمل الفريق، فإن بداية العمل كانت في مدينة دوما، وتوسع النطاق إلى منطقة المرج والحواش ومدينة مسرابا وبيت سوا وكفربطا وسقبا وحمورية وحزة، ويسعى الفريق جاهداً لتغطية كامل الغوطة الشرقية، بحسب ما صرّح به أويس عمر.

أويس عمر أحد أعضاء فريق النور الطبي يقول إن لفريق نور الطبي كادر كامل من الممرضين المتمرسين أصحاب الكفاءات، إذ لا تقل خبرة أحدهم عن سنتين في العمل الطبي، ويعتبر ذلك أحد أهم شروط الإنضمام للفريق، إضافة إلى أن الفريق يخضع بشكل مباشر للرقابة الطبية من قبل المكتب الطبي الموحد في مدينة دوما بمذكرة بين الفريق والمكتب.

وأضاف عمر، تشمل خدمات الفريق تغيير الضماد ضمن منزل المصاب وتقديم الدواء اللازم وتقديم الإستشارات الطبية عند الأطباء المختصين، كما يوجد لدى الفريق سيارة من نوع "فان" تعمل في الخدمة، وقد تعرضت لأضرار نتيجة القصف العنقودي على مدينة دوما، في حين تتراوح مدة متابعة المريض من 20 يوم إلى شهر كامل بحسب حالته وإصابته.

وبالرغم من كل الصعوبات التي تكتنف العمل؛ فإن الفريق لن يتوقف عن تأدية عمله الذي يعتبره واجب، وكما قال عمر " جرحهم أمانة في أعناقنا وهذا الدافع الأساسي لعملنا".

          تقرير: مرح الشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق