الاثنين، 5 سبتمبر 2016

المعاناة التي يعيشها المواطن السوري في المناطق المحررة

المعاناة التي يعيشها المواطن السوري في المناطق المحررة الحرب في سوريا أدت منذ بدايتها قبل خمس سنوات ونيف إلى نتائج كارثية، حيث قتل أكثر من 250 ألف شخص و تم تشريد ملايين السوريين الآخرين في مخيمات اللجوء في بلدان الجوار, في الوقت الذي توجد فيه مؤشرات جدية على أن الوضع الإنساني الأكثر تعقيدا مما يبدو عليه، حيث يتعرض أكثر من 400 ألف شخص في السجون إلى التجويع والتعذيب. وقد تسبب النزاع الدائر منذ خمس سنوات تقريباً في تدمير جزء كبير من البنية التحتية للبلاد أو ألحق أضراراً شديدة بها. و قد أغرق البلاد في وضع اقتصادي مأساوي بات معه نصف السكان يعانون من الفقر والبطالة, إذ أخذ السوريون يشتكون من الواقع الذي آلت إليه الأحوال حيث أن تجار الدم السوري وأصحاب النفوس الضعيفة يستغلون ارتفاع أسعار المحروقات للتحكم بأسعار المواد الغذائية ورفعها إلى مستويات خيالية. ولم يتوقف الأمر على المواد الغذائية فحسب، بل أثر سلباً على المولدات التي يستخدمها المواطنون عوضاً عن الكهرباء التي لم يرونها منذ سنين، حيث تعمل هذه المولدات على مادة المازوت، وتصل الكهرباء للمواطن عن طريق اشتراكات شهرية، وإن ارتفاع سعر المازوت سيؤدي إلى ارتفاع سعر الاشتراك الذي يتلقاه المواطن، ما يحملهم عبئاً جديداً على الدخل المحدود الذي يكسبونه إن وجد عمل في ظل البطالة المنتشرة . واثرت سلباً أيضاً على شريان الحياة "الماء"حيث تعد مصادر المياه التي يلجأ إليها المواطنون لتأمين مياه الشرب، الأكثر ضررا في ظل أزمة المحروقات التي بدأت في تنكيل المعيشة للمواطن السوري في المناطق المحررة، حيث يتم استخراج الماء عبر شفاطات ضخمة تعمل على مادة المازوت، ويتم نقلها للمواطن عبر صهاريج المياه، ويبلغ سعر صهريج المياه 3000 ليرة سورية، لاستغلال الحاجة الماسة إليها. يأتي ذلك كله في ظلِ انحدارٍ لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، إذ وصل سعر الدولار الواحد في السوق السوداء إلى 530 ليرة تقريباً، بينما كانَ لا يتجاوز 50 ليرة قبل 5 سنوات. ورافق ذلك أيضاً استمرار تدهور النظامين التربوي والصحي في البلاد. وإن ثلاثة أرباع السوريين أصبحوا من الفقراء، وأكثر من نصف السكان يعيشون في فقر شديد . و إن الوضع الإنساني يزداد سوءاً في ضوء التقدم البطيء لجهود الأمم المتحدة في إيصال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية لمئات الآلاف من السوريين وكذلك بسبب حالة الجمود في المفاوضات السياسية . تقرير : منى معراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق