الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

روضة أجيال الغد أول مشروع للأطفال في مضايا

من رحم المعاناة يولد الأمل..على الرغم من الحصار الجائر والمجاعة في تلك الرقعة الجغرافية بريف دمشق الغربي، يولد الأمل من رحم المعاناة، حيث تأسست روضة للأطفال في بلدة مضايا تهتم بتعليم الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة.

تقول "نسرين" مديرة روضة أجيال الغد: " بدأنا العمل منذ ما يقارب خمسة أعوام،  وكان العمل عبارة عن تنفيذ فكرة شباب وإمكانيات محدودة جداً، وتم تأسيس المدرسة ضمن بناء مهجور، ثم بدأنا بالعمل على البناء لنجعله أجمل، كان العمل متعب، لكن في نفس الوقت كان ممتع جداً، إثر القناعة التامة بصحة عملنا، والأهم من ذلك أننا قررنا أن نتحدى الظروف الصعبة في البلدة".


وتكمل نسرين، بدأنا المشروع بعدد قليل لا يتجاوز الثلاثون طالباً، والأربع معلمات، عملنا بتنظيم كبير، وكان الهاجس الأساسي العمل الجماعي واليد المتماسكة، هدفهم الوحيد عدم التأثير على الأطفال نفسياً بالأوضاع المحيطة بنا، وقد حاولوا بجميع الوسائل المتاحة لهم إخراجهم من أجواء الحرب، ويقدمون لهم مناهج تعليمية نموذجية مختلفة عن مناهج الروضة الروتينية، ومضوا على ذات الطريقة دون مساعدة من أي جهة.

وأوضحت مديرة الروضة أنه في أغلب الأحيان كانت الأقساط من الأهالي لا تكفي مصاريف واحتياجات الروضة، لكن المعلمات كانوا يساهمون بشكل كبير، حيث أنهم في معظم الأحيان يرفضون الرواتب للمساعدة بتغطية المصاريف، ومن ثم قرروا العمل ضمن دوام آخر لباقي طلاب المدارس.

وفي ذات السياق تكمل نسرين: "واجهتنا مشكلة كبير ولم نستطع تخطيها، وهي أن العدد الكبير بحاجة ماسة لمستلزمات التعليم والوسائل التعليمية، وخلال أسبوعين تغير تفكير وتصرفات الأطفال، وارتفع مستواهم التعليمي بشكل مبهر، وفي نهاية الشهر عرضت الهيئة الإغاثية الموحدة مساعدة برواتب رمزية للمعلمات على الجهد المبذول؛ لكن المعلمات رفضوا جميعاً لأن النية كانت مبادرة تطوعية، واردفنا لهم إن كانت النية المساعدة فنحن بحاجة للأشياء  الضرورية مثل القرطاسية والمياه، وتمت الموافقة على ذلك، وتابعنا الحملة التطوعية على هذا الوضع، ومن ثم بدأ الطلب من الأهالي على أن يوجد صفوف لأطفالهم الصم والبكم، وقد تجاوبنا مع طلبهم لأن هذا من أبسط حقوق الاطفال".

فيما تقول "ياسمين العامري" أحد المعلمات في الروضة: "كانت الفكرة الأساسية هي إعادة ثقة الأطفال بنفسهم، وحاولنا في بداية المشروع أن نشعرهم بأنهم داخل بيوتهم، وحاولنا جاهدين افتعال نشاط موحد كل أسبوع بين الأطفال الصم والبكم وباقي الأطفال في الروضة"
وتتابع ياسمين، عملنا على عدة نشاطات منها البروفات لحفلة آخر العام، وقد دربنا بعض الأطفال على الدبكة، لكن المفاجأة كانت رائعة جداً عندما خرج الأطفال وبرفقتهم أصدقائهم الصم والبكم، وكأنهم قد دربوا على تلك النشاطات من قبل.

          تقرير : مرح الشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق