الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

حلب تحترق والمشافي تعلن عجزها عن استقبال المزيد من الجرحى

أعلنت المستشفيات الميدانية في حلب عجزها عن استقبال المزيد من القتلى والجرحى نتيجة اكتظاظها بضحايا القصف الجوي السوري والروسي، وسط مخاوف من انهيار الخدمات الطبية في المدينة، وقد زاد عدد قتلى الغارات الروسية والسورية على حلب وريفها ليتجاوز  أربعمئة خلال أسبوع واحد. 
حيث تشتد الحاجة في المناطق المحاصرة إلى المستلزمات الطبية والجراحية لعلاج مئات الجرحى من بين السكان المحاصرين البالغ عددهم حوالي 325 ألف.

وهناك ما لا يقل عن أربعين مصابا في المستشفيات التي لا تزال عاملة وبعضها مراكز مؤقتة مقامة تحت الأرض خوفا من القصف تستلزم حالاتهم الإجلاء الطبي.

وأكدت مصادر بأن الأطباء الباقين في المناطق المحاصرة يفتقرون إلى الأجهزة وأدوية الطوارئ لعلاج حالات الصدمة العديدة، وأن هناك  طبيب نسائي واحد وطبيبي أطفال فقط يعتنون بالحوامل و85 ألف طفل.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي أن أقسام العناية المشددة في المستشفيات باتت ممتلئة بالمصابين، ويجري كل مستشفى ثلاثين عملية جراحية يوميا منذ بدء الهجمة الأخيرة يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري، وذلك عقب انهيار الهدنة المبرمة بين واشنطن وموسكو.

وامتدت الأوضاع المأساوية في حلب إلى قطاع الدفاع المدني الذي يسعف ضحايا القصف، وقال عاملون في القطاع إن جهود الإنقاذ أعيقت بشكل كبير نتيجة القصف الذي خرّب الشوارع ودمّر مراكز ومعدات الدفاع المدني، و قد تم قطع الطرق الرئيسية في المدينة نظراً لشدة القصف، ما أدى لجعل الحركة شبه مشلولة بالمدينة.

ولم يكتف النظام بقطع طرق إمداد المواد الغذائية وقصف المشافي، بل قصف محطة النيرب لضخ المياه الرئيسيّة التي تغذي مناطق حلب المحررة، في 22 من الشهر الجاري، ما أدى لقطع المياه، واعتماد المدنيين على الآبار وهي ملوثة بنسبة 90 في المائة.


ووثقت الجمعية الطبية السورية الأميركية مقتل أكثر من 280 شخصا في الأيام الثلاثة الأخيرة في شرق حلب، وإصابة 400 بينهم 61 طفلا يوم الأحد وحده.

ولكن لا يوجد رقم حقيقي للمصابين جراء القصف في الأيام الثلاثة الأخيرة بسبب كثافة القصف وخروج معظم المشافي ومراكز الدفاع المدني وآلياته من الخدمة، فقد تجاوز عدد الجرحى 1500 مدني، بينهم عدد كبير من حالات البتر بسبب غياب الأطباء.

و إن معظم عمليات إسعاف الجرحى تكون في ممرات المشافي الميدانية والمراكز الصحية الصغيرة، بالإضافة إلى شح  في كافة الأدوية الإسعافية نتيجة الضغط غير المتوقع وغير المسبوق، وأنه يصعب وصف الوضع الراهن الذي باتت فيه المناطق المحاصرة. 

 بينما تحدث  مدير الطبابة الشرعية في الأحياء المحاصرة، عن "مذبحة" تجري في مدينة حلب، مشيرا إلى أن المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة تلفظ أنفاسها الأخيرة،  والمشافي الميدانية لم تعد قادرة على استقبال مصابين جدد، بسبب الإكتظاظ، والنقص الحاد في المستلزمات،
حيث ناشد أهالي حلب العالم بالتدخل لإنقاذ من بقي في هذه الأحياء من القتل.

ويؤكد ناشطون في حلب أن "عائلات بكاملها ما زالت تحت الأنقاض، منذ الأحد، بسبب كثافة الغارات التي لا تتيح لعناصر الدفاع المدني رفع الأنقاض في أماكن كثيرة، خاصة بعد الإستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني في المدينة، والتي لم يتبق منها سوى عدد قليل جداً،  فضلاً عن استهداف المشافي والمشافي الميدانية"، حيث إن الطيران الروسي، بات يستعمل ذخائر جديدة أكثر فتكاً من سابقاتها في القصف. 

         تقرير : منى معراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق